قَائِمَةُ الأُمْنيات الشخصية حوارات

16-10-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مصطلح قائمة الامنيات إلى تلك الامور التي يتمنى أن يفعلها الانسان قبل مغادرته الدنيا الفانية، وبخاصة تلك التي لم يتمكن من القيام بها بسبب انهماكه في تحقيق أهداف وتطلعات وآمال الآخرين، ويتمثل هذا الأمر في قائمة أو لائحة من الامنيات الشخصية ،وبخاصة ما ستعكس التطلعات الفردية للمرء وحده. وبالنسبة لي على الأقل، لا أزال أعتقد أنّ الانسان الواثق من نفسه ومن امكاناته يستطيع تحقيق ما يرغب به إذا عزم على ذلك، وبالذات إذا كان ما يتمنى المرء تحقيقه لنفسه لا يتجاوز حريات الآخرين ولا يضرهم، وتُسّهل كتابة أحدهم لقائمة امنياته الخاصة التي يرغب في تحقيقها من عملية تمكنه من نفسه قبل النهاية، وتكشف قدرته على اعادة اختراع ذاته وربط آماله وتطلعاته السلمية بما يمكنه تحقيقه، وقتما وكيفما يشاء. وليس من المنطق أن يركن الانسان إلى السلبية أو ينغمس في الشعور المتكلف بالإحباط أو أن يشعر بخيبة الامل في نفسه وفيما يمكنه تحقيقه من سعادة، أو يُسخّر كل طاقاته وجهوده لخدمة الآخرين وينسى نفسه، وفقط لأنّ بعض من هم حوله قبلوا على أنفسهم التخلي عن تحقيق تطلعاتهم وأمانيهم بسبب فقدانهم للثقة المناسبة بالنفس، ومن هذا المنطلق، فمن المفترض أن يعمل السوي والعاقل على تحديد قائمة تشمل كل ما يتمنى تحقيقه قبل الرحيل، وهو أقل ما يمكن أن يحققه المرء لنفسه، وليس من المنطق أن يستسلم العاقل لصعوبات الحياة، أو يقتنع بأنّ الرياح تجري دائماً بما لا تشتهي السفن، فمن هو واثق من نفسه لن يكل ولن يمل في سعيه لتحقيق ما يجلب له السعادة الحقيقية. وليس بالضرورة أن تشمل قائمة الامنيات أهدافاً تخدم فقط من نهتم بأمرهم، فالإنسان العاقل يدرك أن لنفسه عليه حقاً، وأنه ليس من المنطق أن يستمر يظن المرء أنه يجد نفسه فقط في خدمة الآخرين، فشتّان بين الإيثار المُفرط والزائد عن الحد وبين الأَثَرة وحب النفس وتقديرها بشكل مناسب، واللبيب هو من يُدرك قبل فوات الأوان متى عليه أن يتوقف ويَهْتَمُّ فعلاً بنفسه.
كاتب كويتي