صَحِّح مَفَاهِيمَكَ وَتَصَوراتك الخَطأ حوارات

15-10-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يصعب علي أحياناً كشف وفهم الاسباب النفسية الخفية التي تجعل بعض الاشخاص المعقدين يتشبثون بأفكار خزعبلاتية وبانطباعات مشوهة عن أنفسهم وعما يجري حولهم في العالم الخارجي، وبينما يدركون في قرارات أنفسهم أن مفاهيمهم وتصوراتهم الخاطئة لم ولن تُسمنهم، ولم ولن تغنهم من جوع، بل وربما يؤدي اعتناق المفاهيم والتصورات الشخصية الخاطئة إلى الهاوية. فوفقاً للمنطق، ولما يفرضه التفكير السليم: وقتما يبدأ يشك الانسان العاقل أن بعض أفكاره وانطباعاته العامة ربما لا تعكس بشكل حقيقي ما يجري فعلاً على أرض الواقع، يجدر به تغيير آرائه وطريقة تفكيره قبل أن يتعذر عليه فعل ذلك، وربما يجدر به إعادة النظر في كل سلوك خطأ كاد أن يؤدي به إلى الهلاك وذلك بسبب تناقض معطياته وظروفه الاساسية ونتائجه المتوقعة مع ما يكشفه ويؤكده له المنطق. وبمعنى أكثر وضوحاً: يجدر بالعاقل الاستمرار في إعادة التفكير في بعض مفاهيمه وتصوراته العامة حول نفسه وما يجري في حياته الخاصة والعامة،عندما يتبين له أنّها ترتكز على استنباطات فكرية خطأ، وبخاصة إذا دأب المرء يجد نفسه مراراً وتكراراً يقع في نفس شراك التفكير المعوج والذي كان حرياً به ألاّ يقع فيها لو أنه تروى وتدبر وتمعن جيداً في طبيعة حياته الخاصة وتصوراته الاعتيادية حول العالم الخارجي، فلا ضرر في أن يُصحح الانسان من مفاهيمه الفكرية وانطباعاته النفسية الاولية ويعيد ضبط تصوراته الشخصية تجاه نفسه وتجاه من يتعامل معهم بحسب ما يستجد لديه من حقائق، فاللبيب هو من سيتدارك أخطاءه التفكيرية ويُصحح منها قدر ما يستطيع بناء على ما يتوفر له من دلائل وبراهين جديدة تكشف له معلومات وحقائق كانت غائبة عنه في السابق. والسؤال في هذا السياق هو: كيف سيدرك الانسان العاقل أنّ مفاهيمه وتصوراته وانطباعاته خطأ ولا تعكس الواقع؟ أعتقد أن كل مفهوم أو تصور فكري يخالف المنطق، وبخاصة ما سيرتكز على التفكير العاطفي، ويستقي “حقائقه” الركيكة من أدلة مصطنعة ويُشَكِّله في عقل الانسان الغضب الغبي والمزاجية التافهة يجب تصحيحه قبل فوات الأوان.

كاتب كويتي