حرب الإعلام الالكتروني.. قضية جمال خاشقجي أنموذجا

14-10-2018

بما لا يدع مجالا للشك، نعلم أن هذا العصر هو عصر القوة التقنية ونفوذها. فمن يمتلك عوامل التأثير التقني سيمتلك التأثير على العقول بكل تأكيد، وذلك لأن أغلب سكان العالم في وقتنا الحالي تصلهم المعلومة خلال ثوان معدودة على شاشات أجهزتهم الذكية. ولم تعد الحروب تخاض في ساحات المعارك فقط، ولكنها أصبحت تخاض في الفضاء الرقمي الواسع أيضا، لذلك أصبحت الدول تنفق مبالغ كبيرة لتطوير أنظمتها الالكترونية ووسائل إعلامها الرقمي بنوعيه الحكومي والخاص، وتدريب أبنائها ورفع كفاءتهم لمواجهة كل التحديات والمخاطر التي تواجهها.

قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي هي أحد نماذج الحرب الإعلامية الالكترونية التي تقاد ضد المملكة هذه الأيام من قبل إعلام الجزيرة وملحقاته وحلفائه.

يبدو أن مقاطعة المملكة لقطر أوجعت هذا الإعلام والنظام الداعم له. فمنذ بدء مقاطعة السعودية ومصر والإمارات والبحرين لقطر أصبح هم الإعلام القطري الأول إخراج التقارير الكيدية شبه اليومية عن السعودية على وجه التحديد، وأصبح يتبادل المادة الإعلامية والتقارير الإخبارية مع قنوات الحوثي وحزب الله والقنوات الإيرانية. فلك أن تتخيل إلى أي انحدار وصل حجم مصداقية قناة الجزيرة!

في العالم الرقمي لم تعد الأمور تخفى على المتابعين، ولتعرف عزيزي القارئ من يقف خلف هذه الحملة من أشخاص وجهات ومؤسسات في منصات التواصل الاجتماعية كتويتر مثلا، فالموضوع بسيط ولا يتطلب منك إلا استخدام أحد برامج تحليل التغريدات لتطبيق تويتر كموقع twitonomy.com أوtweetbinder.com ثم كتابة الهاشتاق المراد البحث عنه، وستظهر لك النتائج جلية وواضحة.

نظرة سريعة على هذه النتائج التي تتزعم الحملة على المملكة في قضية خاشقجي ستجد أنها في الغالب لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع قطر والإخوان، أو إيران وذراعيها بالمنطقة حزب الله والحوثي. فالعالم أجمع يتحدث عن جهود التحقيق الجارية لمعرفة الحقيقة وسبب اختفاء خاشقجي، ولكن الإعلام المضاد يصر على إصدار الأحكام وتلفيق التهم المغلفة للمملكة.

المتابع لمنصات التواصل الاجتماعية هذه الأيام سيلاحظ أن جميع مذيعي الجزيرة وكتابها وقنوات مثل العالم والمسيرة ومكملين أصبح شغلهم الشاغل قضية اختفاء السيد خاشقجي.

سلامة السيد خاشقجي التي تسعى إليها المملكة كونه مواطنا سعوديا لا تعنيهم ألبتة، فكل ما يهمهم هو الإساءة لهذا البلد المعطاء قدر الإمكان، فتجدهم يشاركون وبفعالية في كل هاشتاق عن موضوع اختفاء السيد جمال، ويقومون بإنشاء حسابات وهمية بأسماء سعودية وغير سعودية بهدف ضخ أكبر كمية من المعلومات المفبركة عن المملكة ومحاولتهم المستميتة لدفع هذا الموضوع دفعا ليصبح هو الأكثر أهمية على الساحتين العربية والعالمية، فصباحا يغردون ومساء يحذفون بعض التغريدات بعد أن يثبت لهم أنها مجرد شائعات، مع إضافة تغريدات كيدية أخرى وهكذا تستمر الحملة.

وفي حين أن قضية القس الأمريكي المعتقل في تركيا منذ نحو عامين، والتي أصبحت محور اهتمام الإدارة الأمريكية والإعلام الغربي في الآونة الأخيرة، وقضايا اختطاف عدة تجري بشكل شبه يومي لمسؤولين ومواطنين في دول مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن وتركيا، لم تعرها الجزيرة ولا مذيعوها ومن يدور في فلكهم أي اهتمام يذكر.

هذه الحملة تمثل أنموذجا من نماذج الحرب الإعلامية بشقيها التقليدي والرقمي. والمتابع للساحة الإعلامية الرقمية ممثلة في وسائل التواصل الاجتماعية يدرك مدى حجم التآمر الذي تقوده هذه الجهات على المملكة وما تقدمه من تمويل ودعم لوجستي لكل ما من شأنه تشويه صورة المملكة ومكانتها.

ولكن بفضل الله تبقى مملكتنا الحبيبة عصية وشامخة رغم كل هذه المحاولات اليائسة للنيل منها، فهي على دراية كاملة بكل تفاصيل المؤامرة ومتيقظة بكل مؤسساتها التقنية وغير التقنية، ومتسلحة بالحرفية العالية لأبنائها، وتسير في خطى ثابتة في طريق النجاح. ودام عزك يا وطن.

أدوات الإعلام المعادي

  • نشر التقارير الكيدية يوميا
  • تشتيت المتابعين عن قضايا مهمة كاعتقال القس الأمريكي بتركيا
  • تلفيق التهم المغلفة للمملكة
  • ضخ أكبر كمية من المعلومات المفبركة عبر حسابات وهمية
  • تمويل ودعم لوجستي لا محدودان لتشويه صورة المملكة
aiman_altamimi@