جدران للمستقبل

21-09-2018
شيخة الجابري

هل استطعنا أن نشيّد لأنفسنا ومن نتعايش معهم جدراناً للمستقبل تكون قوية وتقوم على الإيمان بأهمية أن نكون مؤثرين وبشكل إيجابي في مسيرة البناء في وطننا الغالي، ولدى أسرنا ومجتمعنا الذي ننتمي إليه متكئين في ذلك على المثابرة، والجد، والاجتهاد، وإعمال الفكر، والإبداع والابتكار في بيئة خصبة تتيح لنا كل ذلك؟
وهل فكّرنا ونحن في طريقنا للبناء في الذي يعيش معنا، ومن حولنا،ونتشارك معه تفاصيلنا، ترى ماذا قدمنا له؟، وكيف يمكننا المواءمة بين ما نؤمن به من قيم ومبادئ وسلوكيات معينة، وبين ما ينبغي أن ندعو إليه باعتباره وثيقة جادة لحياة أفضل وأجمل وأكثر سعادة ورخاء في مجتمع يوفر كل ذلك.
إن الجدار الذي أقصد هو ذاك البناء الذي يعجّل بصناعة الذات، وقراءة المستقبل واستشرافه، ويصب بالتالي في محصّلة نهائية تبدأ من الإنسان ولا تنتهي بنهايته، فالديمومة إحدى صفاته التي تؤكد قوته وحيويته، فنحن نشيّد جدراناً قوية لوطن نحبه، ولأسرة نعيش معها تفاصيل حياتنا اليومية، ويوم أن ننجح في صناعة المستقبل سنكون جديرين حتماً بالاستمرار، وبالحضور، وبوطن، وأرض، وأسرة بينما غيرنا قد لا يتحقق له شيء من ذلك.
إن البناء لايعني الإنشاء على أنقاض الآخر، أو محاولة هدمه للوصول من خلاله إلى ما نريد، ذلك أن البناء كما يعني البدء من جديد، فهو يعني كذلك وضع لبنات صلبة لمشروعات جديدة نتطلع إليها بحب وإصرار لنكون جديرين بوطن عظيم منحنا كل المقومات التي تتطلب منّا الترابط والتلاحم والمشاركة في حركة التطور التي يشهدها متسلحين في ذلك بقيم الحب، والخير وبعيدين عن كل صفة فيها شر أو أذى للآخر.
بعضنا يبني جدراناً واهية ولا يعلم أنه يفعل ذلك، إما لجهل بأسس البناء، أو لكسل في الاستمرار خوفاً من تحمل تبعات ما يفعل في مرحلة جديدة، وبعضنا الآخر يبني جدراناً متصدعة ربما لجهله كذلك بسرّ «الخلطة» التي تعالج التحديات أمام من يحمل مشعل البناء.
أحسب أن علينا جميعاً التفكير في كيفية بناء جدار للمستقبل بالشكل الذي يضمن لنا فكراً حرا، وبناء قوياً، وأسساً متينة عليها نتكئ للوصول إلى ما نريد من تميز ونجاح.

Qasaed21@gmail.com