جاذبية المهن الطبية

19-09-2018
ابن الديرة

القطاع الطبي في الدولة لم يستطع بعد أن يشكل مصدر جذب للمواطنين والمواطنات، باعتراف كبار المسؤولين في قطاعات الصحة المختلفة، منهم من هم في وزارة الصحة ووقاية المجتمع نفسها، فنقص أعداد الخريجين والخريجات المواطنين الذين ينضمون سنوياً للمؤسسات الصحية مستمر، وملموس، رغم الجهود الرسمية المبذولة في هذا المجال، منذ قيام الدولة وإلى يومنا هذا، التي زادت خلال السنوات الماضية، لضمان مواكبة القطاع الطبي لمسيرة التطوير الشاملة في البلاد.
ومن الطبيعي أن كل المعنيين بهذه القضية الوطنية كانوا منشغلين بوضع الحلول لها، باعتبار أن الإنسان السليم بدنياً والمؤهل عقلياً هو وحده القادر على الوفاء بمتطلبات مسيرة التنمية الجبارة في البلاد، التي خرجت من الإطار الكمي ليتم التركيز على الكيفي والنوعي والارتقاء بكل المكونات للوصول إلى أفضل النتائج. والخلاصة التي يتفق عليها الأغلبية هي أنه يجب البحث عن كل عوامل جذب المواطنين للمهنة وتوفيرها.
عندما يلمس الطبيب المواطن في القطاع الطبي بالبلاد أنه يحصل على راتب مرتفع ومزايا وظيفية عالية مقارنة مع زميله المواطن في المهن الأخرى، فإنه سيقبل على تعلمها وخوض غمارها بكل الحب. وعندما تكون المزايا التي يحصل عليها تتناسب وحجم ونوعية العمل الذي سيؤديه عند الالتحاق بالوظيفة، والمعاناة التي يعيشها وسط أنات وعذابات المرضى والمصابين، والأخطار التي يمكن أن يتعرض لها نتيجة العدوى المحتملة، وأنه سيحصل على الترقية المناسبة بعد زمن معين من العمل الوظيفي ولن يتجمد وظيفياً، فإنه سيسعى صادقاً ومخلصاً إلى الإنتاج النوعي والابتكار.
الوضع الوظيفي المأمول الذي يبحث الطبيب المواطن عنه يجب أن يتجاوز شكل الأمنيات والرغبات والآمال، ويتحول إلى واقع يعيشه ويتمتع بمميزاته، ليكون هذا الوضع الوظيفي حافزاً يشجع الطلبة على دراسة التخصصات الطبية، ويدفع الخريجين منهم الراغبين إلى استكمال دراساتهم العليا، خاصة في التخصصات النادرة والمهمة، فأمر يبعث على الاعتزاز أن يكون المواطن متخصصاً في المجالات الطبية الأكثر أهمية والأمراض النادرة والصعبة.
الدراسات العليا في التخصصات الطبية المتنوعة على قدر كبير من الأهمية، خاصة أن الطب وعلومه اللانهائية ومجالاته الرحبة، تحمل الجديد في كل لحظة وتتطلب نوعيات خاصة من البشر الذين لديهم شغف بالمعرفة لا يعرف نهاية. من هنا تنبع أهمية تميز أهل الطب المواطنين، من خلال كادر وظيفي خاص بهم، يفصّل على قدر طموحاتهم وأهميتهم لمجتمعهم، يحقق العيش السعيد لهم، ويكون عامل جذب للطلبة خريجي الثانوية العامة.
والمؤسسات الطبية الخاصة ستكون عوناً في مرحلة قريبة، عندما تتسابق لخطف الكفاءات الطبية المواطنة المتميزة، لتستطيع أن تجاري التطور الطبي المتواصل محلياً وعالمياً.

ebnaldeera@gmail.com