أهل الخير «يساعدونهم»

19-09-2018
حصة سيف

حملة «خلونا نساعدهم» التي أطلقتها التربوية سمية حارب السويدي، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الشيخ سعود بن صقر التعليمية الخيرية، لانتشال الطلبة المقيمين من منازلهم، وتسهيل عودتهم إلى المدارس، بعد أن اضطر أولياء أمورهم إلى وقف مسيرة تعليمهم، لعدم قدرتهم على سداد كلفة التدريس، وبعد أن أوصدت المدارس الخاصة أبوابها في وجوههم، واشترطت الدفع الكامل للمبالغ المستحقة، قبل بدء العام الدراسي.
حملة ستنقذ، بالتبرعات التي تجمعها، نحو 300 طالب وطالبة إلى الآن، ينتظرون دورهم، للجلوس مجدداً على مقاعد الدراسة، بعد أن أرغموا على تركها لعدم سداد الرسوم، ما دفع التربوية القديرة سمية حارب، إلى تنظيم حملة تبرعات لتلك الشريحة، تساعد أولياء الأمور لإعادة أبنائهم إلى المدارس.
ما تقوم به التربوية القديرة، يؤكد مدى تلمّسها حاجة أولئك الطلبة، ويؤكد، كذلك، أن الحملة لن تساعدهم على عودتهم إلى مدارسهم، وحسب، بل ستقلل المشكلات الاجتماعية التي ستنشأ عن تركهم الدراسة. وتساعد على تفعيل مسؤولية الجهات ورجال الأعمال، تجاه مجتمعهم، في التقليل من أعداد الطلبة المرغمين على الجلوس في منازلهم، لأننا ما زلنا ننتظر تفاعلهم الجدي مع الحملة.
كريمة صاحب السموّ حاكم رأس الخيمة، الشيخة مهرة بنت سعود بن صقر القاسمي، كانت أول المتبرعين للحملة، إذ أعطت رسالة بمدى استشعار أبناء وبنات القيادة الرشيدة والمسؤولين، بأهمية إتاحة التعليم للجميع، وأن يكونوا قدوة لغيرهم في العطاء. كما أعطت الشخصية التي تبرعت باسم شهداء الإمارات، رسالة مجتمعية معنوية عميقة، بحضور معزة الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن، وردّ الجميل لهم، بتذكرهم والتصدق عنهم. وكذلك تبرع أحد الإخوة المقيمين، يعطي رسالة بمدى استشعارهم بأهمية الإسهام في الخير، ودعم الطلبة.
حملة «خلونا نساعدهم» تعطينا دروساً بالعطاء، كما تختبر من يعطي لأجل أن يبقى مجتمعنا آمناً مترابطاً متعاوناً، بتسهيل تعليم أبناء المقيمين المعسرين، وإتاحته للجميع، ما يرفع أعناقنا فخراً، بمتابعة العطاء المجدي، الذي ينقذ طالباً أو طالبة من براثن الفراغ والجهل.
كلنا أمل بأن لا تزوغ أبصارنا، وتنفطر قلوبنا، لرؤية طفل أو طفلة، يمكثان في المنزل، تحيطهما جدران أربعة، وفراغ مؤلم، وعيون الأبوين تكاد تبيضّ من البكاء، لهذا المنظر المحزن، بدل أن يكونا بين زملائهما، تملأ أسماعهما أصوات الدرس واللعب والمتعة والفائدة.
نقف احتراماً لمبادرة التربوية سمية حارب، ونشدّ على أيادي أصحاب الخير، بعد عودة هؤلاء الطلبة إلى مدارسهم، تغمرهم الفرحة، وتملأ صدور ذويهم الطمأنينة.

hissasaif@daralkhaleej.ae