ثقافة برامج الأطفال

19-08-2018
مريم البلوشي

الطفل هو الرهان الذي يبنى عليه مستقبل الشعوب، وكل ما يغذى به يصبح هو الرافد الذي سيثمر ويصبح واقعاً يترجم. اليوم وعلى كثرة ما تراه العين من تطور تكنولوجي وجهازي، أصبح من الصعوبة أن نشده مرة أخرى لبرامج تعتمد على الحب الفني الإبداعي، وبأقل تقدير، ممارسة مهارات يدوية تحتاج لحضور ذهني بصري!
قد ينجح البعض في ذلك، ويعود الطفل لتلك الهوايات التي بُنيت عليها حضارة الشعوب وتطورها، لحالة إبداعية متقدمة، فيتساءل الطفل قبلك: أين يمكن أن أتعلم؟
واقع البرامج الإبداعية اليوم يحتاج لنظرة فاحصة دقيقة، من شأنها دراسة المجتمع واكتشاف المهارات والموهوبين، واحتضانهم في بيئات تعليمية حقيقية، وليس برامج وقتية عرضية مؤقتة غير ممنهجة، أولها قاعدة علمية وامتداد، ليعود الطفل في كل علم إلى نفس الدائرة، دون أن يمضي للأمام، ليعود ويتألم قائلاً: لم أتعلم!
نحتاج وقفة حقيقية مسؤولة من أجل هذا الطفل، بأن تتكامل الجهود المتفرقة اليوم كل في مؤسسته وجهته، لا ندري عن الآخرين، في حين أن هذا التكامل من شأنه توفير الجهود البشرية والموارد المادية، ووضع هدف واحد أمام الجميع.. جيل من الأطفال في بيئة تعليمية مدروسة، تكتشفه وتجعله يستعد لمستقبل إبداعي.
التخصصات العلمية مطلوبة، لكنها لا تكفي؛ بل يجب أن تؤخذ في الاعتبار العلوم الحياتية الإنسانية، التي ستحقق واقعاً جميلاً حضارياً، ليقف كل مسؤول وضعت الخريطة الإبداعية عنده ويفكر، هل نحتاج لتكرار وتقليد دون ابتكار واستحداث واقع تعليمي لمثل هذه الرسوم؟ حين نفكر اليوم بمكان أو أكاديمية تمنح الطفل الثبات فيما يحب من هوايات (رسم، إعلام، كتابة، موسيقى.. إلخ)، وتنقله بحقه لمستويات، حتى يصبح في يوم حياته وشغفه، فيبدع ويكون إضافة حقيقية مختلفة.

mar_alblooshi@hotmail.com