شرطة تمنع الجريمة

19-08-2018
فواز الشعار

في كثير من دول العالم، حتى المتقدمة منها، نرى ونسمع عن تركيز كبير على الأمن، وكشف الجرائم التي تحدث في وقت قياسي، وسوْق المجرمين إلى العدالة. وتستخدم في ذلك أحدث الأجهزة والمعدّات، وتعمل على تدريب عناصرها، وتأهيلهم، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد، عند حدوث أي مشكلة.
لا شكّ أن هذه أمور تسبغ الاطمئنان وتبعث على السرور، وتشيع شعوراً بالراحة والأمان، ولكن هذه الدول نفسها، وغيرها أيضاً، ما سمعنا إلا قليلاً أنها منعت وقوع جرائم ممكنة الحدوث، لتشابه المعطيات، أو الظروف. قد تمنع وقوع جريمة ما، إذا توافرت معلومات أمنية عن مخططيها وملابساتها، أما استباق حدوث الجرائم، فأمر يكاد يكون معدوماً.
في خطوة مدروسة بعناية، بخطط دقيقة، ومحكمة، بدأت القيادة العامة لشرطة دبي، ممثلة بإدارة الحد من الجريمة، في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، حملات استباقية، في عدد من مناطق الإمارة، يتوقع حدوث جرائم فيها، كالسرقة أو النشل أو الاحتيال، في أماكن قد تكتظ بالناس، بشرائحهم المختلفة، ومشاربهم المتنوّعة، كالبنوك ومحال الصرافة، والمساجد والمدارس والأسواق، ينفذ هذه الحملات ضباط وأفراد مدرّبون أكفاء، يحضرون متيقّظين مهيّئين، يراقبون ويرصدون أي تحرّك مريب أو مشبوه، أو غير مريح، وبحاستهم المدرّبة جيداً والخبيرة، يتوقعون حدوث شيء ما، فيتحفّزون، ويكون توقّعهم في محلّه، فينقضون على من يتهيّأ لارتكاب جريمة، ويشلون حركته، فيباغت بما حدث، فيستسلم صاغراً مهدود العزم.
فضلاً عن ذلك، فإن دوريات خاصة، تمرّ على الأحياء السكنية، وتنبّه الأحداث الموجودين خارج منازلهم، في ساعات متأخرة من الليل، لضرورة أن يأووا إليها.
وقد ضبطت حالات كثيرة من المشتبه فيهم، ومنعت الجريمة قبل وقوعها.
إنه أمر يزيح الهم عن الصدر، ويبهج النفس، فلا أروع من أن تنجلي مشكلات العمل، والغضب من زحام الطريق، أو المماحكات اليومية، بشعور غامر بالأمان والاطمئنان، وأنك في أيد قوية، وفي الوقت نفسه أمينة وحنونة، تحرص على راحتك ومالك وعيالك، وتكون عينك الساهرة، وروحك اليقظة.
كل الشكر لشرطة دبي، ولكل أجهزة الشرطة في الدولة التي لا تغفل عيون رجالها، الذين نراهم مواصلين نهاراتهم بلياليها، يتابعون ويراقبون، دون إزعاج أو إشعار بالنفور أو الخوف. فكثير من أجهزة الشرطة في بعض البلدان تسمى أجهزة «أمن»، لكنها في واقع الحال أجهزة إخافة وإزعاج، بممارسات غير مقبولة أو تنطوي على شيء من الفظاظة.
مع أجهزة الشرطة في الإمارات، تلاقي رجل الأمن، فيفترّ ثغرك عن ابتسامة، ولا تملك إلا أن ترفع يدك محيياً، ولسان حالك يقول: أهلا بك يا أخي.

fawazalshaar27158@gmail.com