الفِئَويّة الاستعلائيّة نظرة دونيّة تحقيريّة حوارات

18-08-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير مرض الفئوية الاستعلائية إلى النظر إلى الشريك الآخر في المجتمع بشكل فوقي ودوني وأحياناً تحقيري، وحيث تتلازم أقوال وسلوكيات وتصرفات الإحساس المُفرط بالتميز عن المواطنين الآخرين بأقوال وبسلوكيات وبتصرفات الحط من قدر من هو مختلف عن الاغلبية أو الاقلية المؤثرة في المجتمع. وبالطبع، سيدل اعتناق أحد المشوشين والنرجسيين في عالم اليوم لطريقة تفكير التّعالِ والنظر بشكل دوني لمن يشاركهم نفس المسؤوليات والواجبات الاجتماعية إلى معاناة هذا النفر المريض من عقد نفسية مركبة، منها على سبيل المثال، سعي الفئوي الاستعلائي لتعويض نقص فعلي يعاني منه بشدة عن طريق تعامله الفوقي مع الآخرين، وبهدف تخفيف وطأة شعوره بتدني مكانته وفشله الشخصي وفقاً لما ستمليه معايير التميز والنجاح الانساني المتعارف عليها في عالم اليوم، وسيصعب إيجاد علاج مناسب لمرض الفئوية الاستعلائية واعتناق النظرة الدونية التحقيرية تجاه أعضاء المجتمع المختلفين، وسيستمر يسعى المصاب بمرض الفوقية المُفرطة في اقتناص الفرص لإظهار اختلافه وتميزه المتخيل عمن يعرف في قرار نفسه أنهم يتساوون معه في حقوقهم وفي واجباتهم الاجتماعية والوطنية، وربما يتفوقون عنه في تحقيقهم للنجاحات المختلفة والمتواصلة، ومن أسباب سقوط البعض في هاوية الفئوية الاستعلائية بعض ما يلي:
يرفض الفئوي الاستعلائي الايفاء بواجبات وبمسؤوليات المواطنة الحقة،لأنه يعتقد أنها لا تنطبق عليه بسبب شعوره المتخيل بتميزه الاستثنائي والذي لا تسنده أدلة وبراهين فعلية على أرض الواقع.
يعاني من ينغمس في الفوقية والاستعلاء الفئوي من عقد نقص ومن شعور مترسخ بالدونية، وسيحاول هذا النفر المضطرب تعويض شعورهم بالنقص بالتقليل من قيمة القدوات الوطنية والانسانية الاخلاقية في بيئتهم الاجتماعية.
يعاني الفئوي الاستعلائي من مرض التيبس الفكري.
يرتكز الشعور بالتفوق الفئوي على كراهية مترسخة للنفس، وحيث لا يمكن لمن يكره الآخرين بسبب اختلافهم الفئوي عنه ألاّ يكون شخصاً نرجسياً يمقت نفسه بشدة.
يعتقد الفئوي الاستعلائي بأن الاندماج الاجتماعي سينطبق فقط على الآخر المختلف عنه في المجتمع، فهو يريد من المواطن الآخر أن ينسلخ تماماً عن بيئته الاجتماعية الخاصة حتى يرضى عنه الفوقي المعقد.
كاتب كويتي