«تويتر» بين التغيير أو البقاء

18-08-2018
باربرا أوتوتاي

بعد فترة طويلة من مقاومة فكرة التغيير، يبدو أن جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لتويتر، بدأ بالتفكير جدياً في مسألة التجديد، خصوصاً ما يتعلق بالخدمات الرئيسية التي تقدمها المنصة الاجتماعية، في سبيل الحد من سوء استغلال المنصة، أو نشر أخبار زائفة عليها، ولكن لا يبدو واضحاً أنه وفي حال تغيير التوجه العام للشركة، إذا ما كان ميزة التفاعل التي توفرها وشعبيتها الكبيرة ستظل كما هي، أو إذا ما كانت حتى ستواجه انخفاضا ملحوظا. وفي حين أن دورسي كان متحفظا في نشر التفاصيل الخاصة بتلك الأفكار، إلا أن الأمر المؤكد يتمثل في أن الشركة سوف تحتاج إلى استثمارات ضخمة، خصوصاً وأنها لا تمتلك الموارد التي تحظى بها شركات مثل «جوجل» و»فيسبوك»، ومن المتوقع أن يؤدي أي تغيير في نهجها إلى تضرر عائداتها نتيجة لتراجع حجم التفاعل على الموقع.
ولكن «تويتر» ليست المنصة الاجتماعية الوحيدة التي تواجه مشاكل خطاب الكراهية، والأخبار الزائفة، وسوء الاستغلال، وغيرها من المظاهر السلبية، وهي بالتأكيد ليست الوحيدة التي تقترح حلولاً لا تلامس المشكلة الحقيقية، ففيسبوك مثلاً، وبعد الفضيحة التي طالتها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية بواسطة طرف آخر حصل على بيانات المستخدمين من خلال أحد التطبيقات، أنفقت مبالغ طائلة، واستغرقت الكثير من الوقت والجهد لإيجاد آلية فاعلة تضمن عدم تكرار الاختراق، وحماية بيانات المستخدمين بشكل أكبر، لا سيما في ما يتعلق بالإعلانات التي يقول خبراء إنها الثغرة التي يمكن من خلالها التغول على بيانات المستخدمين، ولكن «تويتر» يجب عليها القيام بما هو مساوٍ، أو أكثر مما قامت به «فيسبوك» لإزالة المشاكل التي تعانيها المنصة.
جاك دورسي قال في تصريحات سابقة إن «تويتر» لم تقرر حتى الآن تغيير جوهر خدماتها، بعد أن طالتها بعض الاتهامات التي طالت العمالقة الآخرين في التكنولوجيا، والتي تتمثل في التلاعب بالأنظمة وتغيير سياساتها، مع التركيز التام على جنى الأرباح من دون اعتبار كبير لما هو على المحك، وهو بيانات المستخدمين، وخصوصياتهم. وفي الوقت الذي يدعو فيه العديد من تنفيذيي القطاع والخبراء إلى إجراء تغييرات جوهرية في الشبكات الاجتماعية، فإن من النادر أن يقوم رئيس تنفيذي لا يزال يشغل منصبه بالإشارة إلى تغيير محتمل يمكن أن يمثل تحولاً واضحاً عن المعايير والأسس التي قامت عليها الشركة.
ربما لم تتمكن «تويتر» من مواءمة التطورات الجارية، ولكن تبني سياسات فاعلة طويلة الأمد يمكن أن يؤدي إلى فعالية أكبر في محاربة المحتوى الضار، وسوء استغلال المنصة.

أسوشيتد برس