الرمال ثروة لم تحظَ بالاهتمام الكافي

16-08-2018

تعتبر الرمال أحد أهم عناصر البيئة، وهي ثروة وطنية كبرى لم تحظَ بالاهتمام الاستثماري الكافي على الرغم من أن عوائد استثمارها عالية جداً، حيث تقدر القيمة السوقية لسوق الرمال بـ»70» مليار دولار على الأقل، وهذا في تزايد مستمر مع التقدم الحاصل في الصناعات المعتمدة على الرمال بأنواعها المختلفة الصفراء والسوداء والبيضاء، واليوم تعتبر الرمال سلعة تباع وتشترى؛ لأن لها استخدامات عديدة تعتمد عليها حياة الإنسان والحيوان والنبات، ناهيك عن أنها تدخل في كثير من المنتجات الصناعية الحديثة ذات الأهمية الاقتصادية. هذا وقد أكد خبراء الاقتصاد أن استثمار مادة السيليكا «رمال الكوارتز» يعد أحد أهم عناصر الاستثمار التي لم تحظَ بالاهتمام المناسب مع أن الرمال توجد بوفرة منقطعة النظير، حيث تغطي أغلب مساحة المملكة.

نعم تغطي الصحارى الرملية مساحات شاسعة من أرض الوطن مع العلم أن أحد أهم الرمال رمال السيليكا، وهذه عبارة عن رمال بيضاء نقية تحتوي على نسبة عالية من السيليكا «SiO2» تصل إلى «99 %»، وتتكون بصورة رئيسة من حبيبات معدن الكوارتز التي تمتلك مواصفات كيميائية وفيزيائية تناسب صناعة الزجاج الذي يحظى بأهمية بالغة نظراً لكثرة التطبيقات المعتمدة عليه، وبالتالي أهميته الاقتصادية. ومع ذلك لم يلتفت إليها بصورة جوهرية حتى الآن، مع العلم أنه يمكن تصدير رمال السيليكا بصورتها الخام أو المنقى، وأهم الدول المصدرة لها مصر وتركيا والهند.

ولعل من أهم المجالات الاستثمارية لتلك المادة الخام:

الاستثمار في رمال السيليكا سوف يؤدي إلى جذب الاستثمارات الخارجية، ويحفز الاستثمارات المحلية في مشروعات ذات قيمة مضافة تعتمد على تلك المادة لدعم الاقتصاد الوطني، وتفتح فرص عمل جديدة. فإنتاج معدن السيليكون وإنتاج ألواح الزجاج المتنوعة وذات المواصفات والمقاسات والاستخدامات المتعددة، والتي يحتاج إليها السوق المحلي والخارجي لأنه يدخل في مجالات الإنشاءات السكنية والتجارية المعتمدة على الزجاج بصورة متزايدة.

كما أن للسيليكون استخدامات عديدة، يتمثل بعض منها في إنتاج الألياف الضوئية والرقائق الإلكترونية التي أصبحت تدخل في الأجهزة والمعدات كافة التي أصبحت من أهم محركات الحياة في العصر الحديث. بالإضافة إلى أنه يدخل في صناعة الخلايا الشمسية التي تبرز أهميتها هذه الأيام مع تزايد الاتجاه إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية كأحد أهم مصادر الطاقة البديلة، ليس هذا فحسب، بل إن أبخرة السيليكا - وهي أحد النواتج الجانبية لصناعة السيليكون - تستخدم في صناعة الإسمنت الذي يعتبر المادة الأساسية في عمليات البناء والإعمار. والذي بالتأكيد سوف يزداد الطلب عليه في منطقتنا عند إعادة الإعمار في كل من العراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها عند عودة الاستقرار إليها لإصلاح ما دمرته الحرب. هذا بالإضافة إلى أهمية صناعة الكوارتز والمستلزمات البصرية مثل العدسات اللاصقة والنظارات والاستخدامات الطبية والصيدلانية للقوارير والحقن وعمليات التعليب وغيرها، بالإضافة إلى استخدام الرمال في مجالات عديدة أخرى مثل الطرق الزراعية والجزر الصناعية وصناعة الطوب والملاعب وفي صناعة الطلاء، ناهيك عن استخدام السيليكا في تقنية النانو الذي أصبح أحد أهم عناصر البحث والتقدم العلمي.