المواطن السعودي ودوره في موسم الحج

16-08-2018

د. عبدالله راشد السنيدي

تتشرف المملكة العربية السعودية بأن أوكل إليها المولى عز وجل خدمة الحرمين الشريفين، وهما بيت الله الحرام في مكة المكرمة ومسجد الرسول صلى الله علية وسلم في المدينة المنورة، وهو شرف عظيم وأبدي باعتبار أن رسالة الإسلام آخر الشرائع الإسلامية، وأن رسوله ونبيه محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين، فالبشرية جمعاء مطالبة بالإيمان بالدين الإسلامي وبرسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وأن من لم يقم بذلك لن يكون من المقبولين عند الله عز وجل يوم الحساب.
وبسبب هذا الشرف العظيم الذي أنعم الله سبحانه وتعالى على السعودية، أولت المملكة جل اهتمامها بالحرمين الشريفين حيث تلقب قائدها بلقب خادم الحرمين الشريفين،كما تم إنشاء جهة حكومية مستقلة خاصة بشؤون الحرمين الشريفين هي “الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي” التي تتولى التخطيط لمشاريع الحرمين الشريفين وتنفيذها وصيانتها والعناية بنظافة الحرمين الشريفين، ولا يخفى على الجميع تلك المشاريع الكبيرة التي نفذت في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة، كما أنها في كل لحظة،وبالذات في موسم الحج وشهر رمضان المبارك،تسخر كل الجهود والإنفاق في سبيل خدمة الحجاج والمعتمرين،وتقوم سنوياً بتكليف القوى العاملة المتخصصة من مدنيين وعسكريين وتشجيعهم مادياً بصرف بدل انتداب لمدة شهر لمن عمله خارج مكة المكرمة ومكافأة العمل الإضافي خلال مدة عملهم في موسم الحج بالإضافة إلى رواتبهم، وهو دليل آخر على اهتمام المملكة بهذه الشعيره الكبيرة، والذي ينبغي أن يتفاعل معه كل مواطن وخصوصاً الموظفين الذين يكلفون بالخدمة خلال موسم الحج بإيجابية.
لذا فإنه مطلوب من كل موظف حكومي ومن كل مواطن بصفة عامة ما يلي:
بذل كل ما يقدرون عليه من جهد وإخلاص لأداء هذا الواجب الذي هو شرف لبلادهم ولقيادتهم ولهم.
استشعارهم بأن هذه الخدمة واجب ملقى على عاتقهم، وأنه يجب عليهم القيام به والتفاني والإخلاص فيه ابتغاءً لمرضاة الله أولا ثم تنفيذ تعليمات حكومتهم، بغض النظر عن المكاسب المادية التي ستصرف لهم مقابل هذه الخدمة.
ان تكون الخدمة التي يقوم بها الموظفون المكلفون بالعمل في موسم الحج على أساس العدالة والمساواة لسائر الحجاج، وان تقدم تلك الخدمة بتعامل وأسلوب حضاريين يعكسان ما وصلت إليه بلادهم من تقدم وحضارة، وما يتصف به المواطن السعودي من تمسك بالدين وتحل بالأخلاق الفاضلة ومحبة للتعاون والمساعدة.
على كل مواطن سعودي أو مقيم من العرب والمسلمين سبق له أن أدى فريضة الحج مرة أو أكثر إتاحة الفرصة لإخوانه المسلمين القادمين من بلدان بعيدة لأداء هذه الفريضة.
كاتب سعودي