جمعاويات شفافيات

16-08-2018

د. حمود الحطاب

أربع خصال تجلب لك أربعة:
علاقة أسرية حميدة. تعامل متكافئ مع الأصدقاء. نظافة سريرة واستقامة لسان وتوسط في الحديث والاستماع. كرم وجود من الموجود.
فإذا أتقنت هذه الفنون الأربعة، وبعضها احتوى أكثر من بند لزوم التكامل، فاعذرني إن عددتَها أكثر من أربعة، اذا أتقنت هذه الأربعة فقد حزت على أربعٍ:
رزقٌ من الله لاتعلم مصدَرُه وسبَبُه، وسرور دائمٌ يملأ قلبك ويَفيضُ على مَن حَولِك، واستقامة في الحياة واعتدالٌ وصلاحُ عمل ومغفرةُ ذنوب، وبقاء الذكر الحسن والوفاء والبر لك بعد انتهاء المدة المقررة لك في هذا الكون الدنيوي. ودليلي على ما أقول أربعة:
قول الله تعالى:” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا… تمام الآية”.” وقوله تعالى:” وآت ذا القربى حقه والمسكينَ.. تمام الآية.” وهذه الآيات مرتبطة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: فالحديث يتمم القرآن والقرآن يتمم الحديث، فقد اوتينا القرآن ومثله معه وما آتاكم الرسول فخذوه:”من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه” أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وبسط الرزق بسبب صلة الاقارب بالعلاقات الحسنة ودوام المرحمة معهم، وينسأ له في أثره فهو بقاء التواصل مع محبيه بالدعاء له وصلة اقاربه بعده.
وعن دليلي في الثانية: فقد قال تعالى: “ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم.. تمام الآية.” وقوله “فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يَرَه ومن يعمل مثقال ذرة شرَّا يره”، وقوله: “يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.” ودليلي في الثالثة “لينفق ذو سعةٍ من سَعَتِه.. تمام الآية” وهي ليست خاصة في الانفاق الزوجي، وإنما هي برنامج حياةٍ كاملة. ودليلي على الرابعة قوله تعالى: “لايكلف الله نفسا إلا وسعها”. ودعاء الإنسان الصالح بعدها في الآية “ولاتحملنا مالاطاقة لنا به.”
أيها الأخ الصالح والقارئ النافع لقد خاطبتُ ذكاءَك وفِطنتَك في هذه المقالة وكلَّ مقالة، فلم أكِل لك الشرح والتفصيل كيلاً، فأنت النبهُ الفطنُ الذي سيُرجع كل فكرة في الأربعائيات هذه الى ما يناسبها، وقد تعلمتَ في المدرسة في صغرك توصيل الجمل التي لها علاقة ببعضها، وفي حياتك فقد فطنت لكل شاردة وواردة ومعاني غير مباشرة فحللت الالغاز والغامض من الأقوال؛ وأسميك ياحسن الأسماء وجيد المسميات أسميك الحاذق الفطين.
وأترك لك الوقت الثمين لتذهب لصلاة الجمعة فقد توفق بخطيب مسجد يتحدث مع المصلين من خلال قضايا يتبناها لا من خلال خطبة مكتوبة له في ورقه يقولها من طرف لسانه، فلاتصل للقلوب فكلها نقص وعيوب، وعلى من تاب ربنا يتوب.

كاتب كويتي