اللهم اجعل كيد كلِّ مَنْ أراد بنا سوءاً في نحره قراءة بين السطور

15-08-2018

سعود السمكة

الخبر الذي نشر على أساس أنه من وكالة الأنباء الكويتية “كونا” وهي وكالة عائدة للدولة، أي أنها جزء من الإعلام الرسمي الناطق باسم الحكومة، وليس من أي جهة أخرى، واستمر يتداول في أوساط الناس من خلال أجهزة التواصل الاجتماعي، على مدى أربع وعشرين ساعة، ووزارة الإعلام ومدير كونا غائبان عن المشهد، الأمر الذي أحدث بلبلة في أوساط الناس، كون الخبر يتعلق برمز من رموز الحكم الذي يمثل الشرعية الدستورية، وهو سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد حفظه الله.
هذا الغياب من وزير الاعلام محمد الجبري، ومدير كونا الشيخ مبارك الدعيج، ليس له سوى تفسير واحد في مفهوم المهنية الإعلامية، ذات البعد المهني الاحترافي، وهو عدم اهتمام بالمسؤولية، وهذا أمر في منتهى الخطورة كون الإعلام في عصرنا الحالي أصبح في خطورته وأهميته يمثل خط الدفاع الأول. هكذا تتعامل الدولة العصرية مع الإعلام اليوم، أي أنه يتقدم من حيث الخطورة على جميع المؤسسات الوطنية الدفاعية، وبالتالي وتناغماً مع هذه المسؤولية وخطورة التفريط فيها فإن الأمر يتطلب عدم التساهل في هذا التفريط، وبالتالي يقتضي وعلى الفور إقالة وزير الإعلام ومدير وكالة الأنباء الرسمية “كونا”.
من هنا ولأهمية وخطورة ما ينشر في وسائل الاعلام، أو يذاع من قبل وسائل الإعلام الرسمية والتابعة للدولة، سواء المقروءة منها أو المرئية أو المسموعة كنا دائما نطالب أن يتصدى لإدارته العناصر المتخصصة المتمكنة ذات الاحترافية المهنية العالية، وليس كما هو معمول به اليوم من خلال سياسة القص واللزق.
الأمر الثاني أن يتم التعامل مع من تسبب في تزوير الخبر ونسبه لوكالة الأنباء الرسمية التابعة للدولة والتطاول على شخص سمو ولي العهد زوراً وبهتاناً بأشد الإجراءات الممكنه كون الأمر يتعلق بالموقع المتقدم للحكم وبالتالي يجسد جرأة متناهية في الإجرام، لا ينبغي التساهل معها، حتى لا تصبح سابقة قابلة للتكرار ومن ثمَّ يتساهل بها كلُّ عابث يُضمر الشر لهذا الوطن، فأمن الدولة لا يجوز ولا ينبغي التساهل فيه وبالذات حين يتعلق الأمر برأس هرم الحكم صاحب السمو الأمير حفظة الله ورعاه أو سمو ولي العهد حفظه الله، كونهما -حفظهما الله- يمثلان الشرعية الدستورية للحكم وإن أي اشارة تعني في مضمونها إساءة لشخصهما فهي إساءة لنظام الحكم والامة على حد سواء يتطلب الأمر مواجهتها بالحزم اللازم.
لاشك أنَّ من دسَّ هذا الخبر ونسبه على أنه من قبل وكالة الدولة الرسمية كان يُضمر الشر للكويت، ولا تفسير له غير هذا، وبالتالي على الجهات الأمنية ذات الصلة أن تتوقع بأن الذي وراء هذا الخبر والمجموعة التي معه سوف يستمرون بمواصلة الإساءات للبلاد والتطاول على رموزها ونحن على قناعة تامة بفرسان رجال الأمن وقياداتهم ممثلة بمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الفريق الشيخ خالد الجراح، العسكري المحترف الذي يولي جهاز الأمن الاهتمام اللازم من خلال ما يملكه من كفاءة عسكرية ومهنية احترافية متميزة وكذلك ساعده الأيمن وكيل الوزارة الفريق عصام النهام المعتق بفنون الأمن وصاحب المهات الصعبة وبقية القادة والضباط وضباط الصف والأفراد الأشاوس، حراس الأمن الساهرين دائما والمتحفزين على مدار الساعة لمواجهة كل عابث يضمر الشر للوطن وينوي العبث باستقراره وترويع أهله، فتحية لهؤلاء جميعاً على ما يبذلونه من جهد وطني مخلص لحماية بلدهم وأهلهم والمقيمين بتوجيهات من سمو رئيس الوزراء، وفي ظل قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، وأطال الله في عمريهما.
اللهم احفظ هذا البلد وحكامه وأهله بعينك التي لا تنام واجعل كيد كلِّ من أراد به سوءاً في نحره، إنك على كل شيء قدير.