فَرْضُ الِانْحِلَالِ الْأَخْلَاقِيِّ حوارات

15-08-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يشير الانحلال الاخلاقي إلى الانحراف الكبير في بعض السلوكيات الفردية لدى بعض الاشخاص، وتناقضها الفج مع معايير المجتمع وتقاليده ومبادئه الاخلاقية المتعارف عليها. فالمنحل أخلاقياً على سبيل المثال، ينغمس في كل قول أو تصرف يتنافى مع الفطرة الانسانية السوية، وبخاصة ما سيتعارض بشكل لا ريب فيه مع ما هو متعارف عليه أخلاقياً،وبخاصة في المجتمعات المحافظة. وفي هذا السياق، يسعى أحياناً الفاسد والمُنحط والمتهتك أخلاقياً إلى فرض رؤاهم الشخصية النرجسية والمريضة على الآخرين، زعماً منهم بأنّ ما ينغمسون فيه من انحلال أخلاقي في حياتهم العامة يدل فقط على ممارستهم الطبيعية لحرياتهم الشخصية، ولكن سيصعب على شخص أو مجموعة أشخاص تفكيك المجتمع قسراً وانتهاك قيمة ومبادئة الاخلاقية الراسخة،وتحويل ما هو فاسد إلى صحيح في ليلة وضحاها، وفقط لأنّ بعض النرجسيين والمشوشين ذهنياً وبعض المضطربين نفسياً ومن يعانون من عقد النقص والشعور المترسخ بالدونية يعتقدون أنهم يملكون كل الحق في احتكار الصواب وفرض وصايتهم اللا-أخلاقية على المجتمع، ومن هذا المنطلق، فلا يمكن في أي حال من الاحوال أن يتحول الانحلال الاخلاقي إلى أمر واقع ومقبول خلال ساعات أو أيام أو أسابيع أو أشهر أو سنوات قليلة، لأنّ نفراً فاسداً ابتلي بهم المجتمع المحافظ يرغبون في فرض أساليب حياتهم المعوجة وسلوكياتهم النرجسية على الاغلبية في ذلك المجتمع، فأسوأ ما سيسعى لتحقيقه المنحط أخلاقياً هو تحويله الفساد إلى أمر واقع ومألوف،ويجب على أغلبية أعضاء المجتمع قبوله ولو على مضض، وسيستميت فاسد الاخلاق إلى نقل كل ما هو مستهجن ووقح ومنحط سلوكياً من خانات المرفوض إلى خانات المقبول، ولو مبدئياً على مستوى الوعي. وبمعنى أدق، لن يكل ولن يمل المنحل وفاسد العقل والقلب عن سعيه المتواصل إلى تحويل ما هو مُنفر بالنسبة للفطرة الانسانية السوية إلى أمر مقبول نوعاً ما، وحيث سيحاول النفر السيئ تسويغ أساليب حياتهم الشخصية الفاسدة وفرضها قسراً على الناس الآخرين، زعماً منهم أنّ ما يمارسونه من فساد صارخ متعارف عليه ومقبول في عالم اليوم.

كاتب كويتي