محولات الموت

15-08-2018
حصة سيف

أصبحت المحولات الكهربائية في الأحياء السكنية مصدر قلق ورهبة، بعد أن فقد طفل في منطقة السيح برأس الخيمة في سن السادسة حياته من جراء لعبه داخل غرفة المحولة، بعدما أصيب بصعقة كهربائية أودت بحياته في الغرفة المقابلة لباب منزله تماماً.
وبعد وفاة الطفل، والانتهاء من الجنازة، كانت غرفة المحولة لا تزال مفتوحة على مصراعيها، ولا يزال باب المحولة المتسببة بالصاعقة مفتوح هو الآخر، ولا نعلم لماذا لم تتحرك الجهات المعنية وتغلق الباب، وتسور المكان كمكان لمسرح جريمة، وقعت فيه حادثة أدت إلى موت، والموضوع قريب من الشبهة الجنائية، في التسبب بموت طفل.
هنا الجميع يقع عليه اللوم وتحمل المسؤولية، فإذا كان الاهتمام سيد الموقف في بداية الحدث، ولم يتبرع أحد بإغلاق الباب، لا من الجهة المختصة، ولا من أي مار على المحولة، إلا أن ما زاد الموقف خطراً الوضع الذي ترك فيه الموقع بلا إحاطة، ولا إغلاق فوري لمسرح الجريمة الذي أودى بحياة الطفل، بل ترك مفتوحاً على مصراعيه، كأن شيئاً لم يحدث، ولم تتواصل مع الجهات المعنية لإغلاقه، فكان الإهمال في هذا فعلاً سيد الموقف من كل الأطراف، ولابد من كل جهة أن تعرف خطأها والتقصير الذي وقعت فيه.
الجميع مساءل، حتى أهالي المنطقة، رغم مطالبتهم قبل سنوات بنقل المحولة من مكانها الخطر، إلا أن الأبواب المفتوحة دائماً لابد أن تغلق أمام أي مار حول المكان، لاسيما وقوعه بجانب المسجد مباشرة، فحس المسؤولية لابد أن يكون لدى كل عاقل راشد، حتى لو كانت من غير مسؤوليته، وليست من اختصاصه، إلا أن المصلحة العامة تشرع تدخله وحفاظه على الأمان بتدخله الواقي من الحوادث.
كلنا مسؤولون أمام تلك الروح التي ذهبت لبارئها، بسبب الإهمال، وكي لا تتكرر تلك الحوادث على الجميع تحمل مسؤولياته، ومحاسبة الأشخاص الذين تسببوا بالحادث بشكل مباشر، كي يتعظ من بعدهم الجميع، وكي لا تبقى المسؤولية عائمة والكل يتقاذفها كي يدرأ عن نفسه المحاسبة.
ذهبت روح برئية، وبقي ألا نترك مجالًا جديداً للإهمال، كي لا يحصد أرواح أخرى بريئة، حتى المحولات البعيدة عن الأحياء، لابد أن تغلق كي لا تتسبب بإيذاء حتى الحيوانات، وكي يبقى مجتمعنا آمناً مطمئنًا من تلك الحوادث المميتة.

Email: hissasaif@daralkhaleej.ae