علة الذكاء الاصطناعي

15-08-2018
كاثي أونيل

ربما أكون الشخص الوحيد في العالم، الذي يشعر بالأسف على قادة التكنولوجيا؛ مثل جاك دورسي من «تويتر»، ومارك زوكربيرج من «فيسبوك»، إضافة إلى «جوجل» وغيره؛ حيث يبدو أنهم فقدوا السيطرة تماماً، ولا يعرفون طريقة لترويض العمالقة، الذين صنعوهم بأيديهم. بدأت أفكار هؤلاء الناس بطريقة إيجابية، ولا شك في أن الحظ وقف إلى جانبهم في معظم مراحل رحلتهم، والتقوا بالكثيرين ممن اقتنعوا بالأفكار التي قدموها، وهو ما قادهم إلى تحقيق نجاح منقطع النظير، وفي غضون ذلك لم يفكر أي واحد منهم في المشاكل، التي يمكن أن يتسببوا فيها، والتي ستنتج عن الأفكار التي أنتجوها وجسدوها على أرض الواقع، والآن وصلوا إلى مرحلة أصبحوا فيها موضع مساءلة؛ بل وأنهم أصبحوا يطالبون بحل تلك المشاكل أو على الأقل الاعتراف بما تسببوا فيه، أو التحدث عما يمكن فعله لمن تعرض لسوء استغلال أو غيرها من المشاكل؛ بسبب منتجاتهم.
العالم يتوقع أشياء كبيرة من هؤلاء القادة؛ وذلك باعتبارهم عباقرة؛ بسبب ما وصلوا إليه، بيد أن الحقيقة غير ذلك، فلا شيء يمكنهم القيام به سوى تقديم الاعتذارات والحجج الواهية التي لا تقدم ولا تؤخر، وربما سيقومون باستخدام المزيد من التكنولوجيا، التي تسببت أصلاً في تلك المشاكل؛ لحل ذات المشاكل. زوكربيرج وعد بالكثير خلال جلسة تقديم إفادته أمام لجنة الكونجرس، وألقى الضوء على القدرة الكبيرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إزالة المحتوى غير المناسب من المنصة الاجتماعية الأكبر عالمياً، على الرغم من أنها تعتمد على مدخلات وخوارزميات محددة اعترف جاك دورسي سابقاً أن حل مشكلات الخصوصية والمعلومات لا يمكن حله بأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
الخوارزميات تعد حلاً مناسباً للعديد من المشاكل، خاصة وأنها تعيد نفسها بدون أن تطور ذاتياً ويمكن أن يحدث خلالها بدون تدخل خارجي؛ وحيث إن الذكاء الاصطناعي سيعتمد كلياً على هذه الخوارزميات، فإنها بالتأكيد بلا أي فائدة حقيقية في حل تلك المشكلات، فلنقترض أننا قمنا بضبط تلك البرامج؛ لحذف كل التغريدات التي تضم كلمات محددة، فإنها ستحذف جميع التغريدات التي تتضمن الكلمة حتى وإن كان الغرض من استخدامها معاكساً لما تم ضبطها من أجله، وهو ما يؤكد بكل وضوح أن الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية، ولكنها لا ترقى إلى مستوى حل جميع المشاكل التي نتجت عن الآثار السلبية للتكنولوجيا، يجب على قادة القطاع تحمل المسؤولية بالكامل وإيجاد حلول حقيقية، وليس باستخدام أدوات كانت هي السبب في خلق تلك المشاكل.

بلومبيرج