فريق الكويت العميد: خاب الأمل والرجاء

14-08-2018

د. عبدالعظيم محمود حنفي

لا شك ان البطولة العربية للابطال تستحوذ على اهتمام الشارع العربي لأسباب عدة اهمها: انها تجسيد للتعاون العربي في المجال الرياضي، فانت تسمع عن النادى العربي وتاريخه ونجومه وانجازاته وكذلك الجوائز المادية الكبيرة، اذ يحصل البطل على 6 ملايين دولار، وهي جائزة كبيرة تفوق ما يحصل عليه مثلا بطل ابطال افريقيا لابطال الدوري. وجديد البطولة انها بنظام الذهاب والاياب وليس الاكتفاء بايام عدة في دورة مجمعة كما كانت في الأعوام الماضية، ما يضفي اثارة على البطولة التي يشارك فيها اندية جماهيرية كبيرة في العالم العربي، مثل الهلال والنصر السعوديين والجزيرة الاماراتي والترجي التونسي والأهلي المصري الذي حصل على 40 بطولة من بطولات الدوري الـ59 التي اقيمت حتى الآن في مصر، وله جماهيرية طاغية في مصر والعالم العربي، والزمالك المصري الذي يلي الاهلي في الشعبية في مصر وهكذا. وكان اشتراك الناديين الكويتين القادسية والعميد نادى الكويت.
ولقد نال نادي القادسية اعجاب وتقدير النقاد والجماهير عندما التقى فريق الزمالك على ارضه ووسط جماهيره، فقد بدا الفريق منظما ومتماسكا ويلعب بستراتيجية ذكية امام الزمالك المدجج بالنجوم المشهورة التى استقطبها، وقسم القادسية شوطي المباراة بدفاع حذر في الشوط الاول، ويدافع عن مرماه بهمة وعزيمة ومنع الزمالك من تسجيل أي هدف. وفي الشوط الثاني لعب بخطة متوازنة بديعة وهدد مرمى الزمالك بهجمات خطيرة،ثم دفع بلاعبه الاسطوري المخضرم بدر المطوع، فكان كضابط ايقاع يدوزن الطرب الكروي، كمطرب تشدو حنجرته باغان تمتع وتقنع. كمهندس يتولى تسريع اللعب وتبطئته في ايقاع بديع، فكانت النتيجة تعادلا سلبيا مع الزمالك بطعم الفوز.
نتيجة لذلك حرصت على مشاهدة فريق الكويت مع فريق الاسماعيلي المشهور بأنه برازيل الكرة المصرية. نحيت الحاسب الآلي وركنت الهاتف واحضرت الشاي للاستمتاع باللقاء. ثم مع توالي الدقائق احسست ان العميد لم يحضر الى ستاد الاسماعيلية الذي اكتسى بجماهير تغنى السمسمية، أين فريق الكويت ؟ أين فريق العميد؟ لاعبون تائهون في أرض الملعب، يتلاعب بهم فريق الاسماعيلي كيفما شاء، كأنه ملاكم ناشئ يواجه محمد علي كلاي أو تايسون، يتلقى الضربات بلا مقاومة واستسلام غريب، وكان لاعبو الاسماعيلي رحماء بهم لأنهم اكتفوا بتسجيل هدفين فقط، وكانوا لو ارادوا يستطيعون ان يسجلوا مثلهما على الاقل. الغريب ان مهاجم فريق الكويت شبه انفراد بالمرمى ويبدو انه نسي مهنته واخذ يسائل نفسه: ماذا افعل هنا، وما على بالضبط فعله ؟ انت مهاجم يا عزيزي ومهمتك وضع الكرة في الشباك، ولكنه اخذ يفكر ويفكر ثم اطاح بها في السماء. توقعت ان اجد لقاء السحاب من العميد الكويتي فهو يلتقي فريق كرة يتميز باللعب الجميل الرشيق وهو ثالث ناد في مصر من حيث القوة والجماهيرية بعد فريقي القمة الاهلي والزمالك، فخاب الامل والرجاء. ونتمنى من الكويت ان يستلهم من فريق القادسية العزيمة والشكيمة والتنظيم اوالتماسك والرشاقة.