استقرار العراق ضمان لأمن الكويت

14-08-2018

حسن علي كرم

ان يخرج العراقيون من البصرة الى زاخو بمظاهرات احتجاجية ضد حكومتهم، مطالبين بتوفير الكهرباء و الماء و تحسين الوضع المعيشي، لا أظن ان هناك من لا يفهم حقهم في التعبير، ذلك ان من ادنى مسؤوليات الحكومة،اي حكومة في العالم، توفير الخدمات و تحسين الوضع المعيشي وتوفير العمل للعاطلين. ايضاً ان يشعل ابناء محافظة البصرة فتيل المظاهرات التي امتد أوارها الى المحافظات العراقية الاخرى و التي منها بغداد، و لا يهمني ان يتمسخر محافظ البصرة بالمعدات الكهربائية الطارئة التي ارسلتها الكويت لابناء المحافظة و التخفيف عنهم من غلواء الحر، و مع انه لا شكر على الواجب، لكن لا اقل من الشكر و الشعور برابط الأخوة والفزعة الكويتية لاخوتهم و جيرانهم البصراويين، و لكن يبدو لم يفهم المحافظ ما معنى الفزعة، او انه أراد ان يفهم لكنه أراد توظيف الفزعة الكويتية سياسياً بخلاف مقصدها، لصالح أطراف او احزاب ضد حكومة حيدر العبادي، خصوصا،و هنا المقصد،ان العراق يعيش لحظات سياسية انتقالية بعد الانتخابات العامة حيث بات الصراع السياسي على ذروته على المعقد الاول الذي بات يستثير الجميع. فالعبادي ليس وحده في الميدان في ظل الأكثرية الممثلة لقائمة مقتدى الصدر الذي استحوذ على 54 مقعداً بعد اعادة الفرز اليدوي، بذلك فالتحالفات قد تضع العبادي خارج دائرة الحسبة لعودته رئيساً للوزراء، من هنا فإن استغلال معاناة الناس سياسياً و توظيفها لصالح احزاب ضد احزاب اخرى ليس بمستغرب او مستهجن، فالسياسة قفز على الحبال،و اللي تغلبوه العبوه، ونقص الخدمات ليس حالة ينفرد بها البصراويون و انما هي معاناة الشعب من البصرة الى اخر قرية عراقية، فالمعاناة واحدة، و الجوع واحد، لكن ما لم نفهمه ان يترك المتظاهرون كل ذلك و يتمركزوا امام مركز صفوان،وهو المركز الحدودي الوحيد الذي يفتح على الكويت،و يغلقوا الحدود لإعاقة عمل المركز، هنا يجدر ان نتساءل: ماذا وراء تلك المتظاهرات، و من المحرض، و لماذا الاتجاه الى صفوان وليس الى مركز المحافظة، او الذهاب الى المنطقة الخضراء في بغداد والتظاهر هناك، واجبار الحكومة بتلبية مطالبهم التي أراها مشروعة؟
كان حكام العراق اذا حدثت ازمة داخلية يختلقون أزمات مع الجيران، مرة على حدودهم مع ايران، و مرة على الحدود مع تركيا و قضية الأكراد، و مرة مع الاْردن،و مرة مع السعودة. اما الكويت فالأزمة حاضرة و دائمة و جاهزة وبإثارتها إبرة تخدير لكل العراقيين.
التظاهر امام مركز صفوان و غلق الحدود، يبدو رسالة برسم الوصول للكويت، وعلينا ان نبحث عن الواقفين والمحرضين خلف المتظاهرين، فمثلما سمعنا مدحا للكويت، سمعنا شتماً للكويت من عراقيين، ومازلنا نتخوف من وضعنا الحدودي، و مازلنا نحذر من السياج الحدودي الهش. حدودنا غير آمنة، و امننا غير آمن، ما بقي الوضع العراقي غير مستقر.

كاتب كويتي