تدشين المطار المساند ورحلة البحرين

13-08-2018

حسن علي كرم

نبارك للخطوط الجوية الكويتية، ولرئيسها الاعلامي يوسف عبدالحميد الجاسم على تدشين المطار المساند، وانفراد الطائر الأزرق بالمكان اللائق الذي استحقه من زمان وتحقق اخيراً، واذا كان المطار المساند نقلة، او هكذا يراه المسؤولون عن الطيران، فما نرجوه وما نحن بشوق اليه – اذا كان بقي لنا من عمر – هو رؤية المطار الجديد الموعود تدشينه في السنين القليلة المقبلة، و بحسب وعود الشركة التركية المنفذة و المسؤولين في الطيران المدني ووزارة الأشغال في 2022.
لم ار أحداً بمناسبة افتتاح المطار المساند مغتبطاً وقلقاً مثل السيد الجاسم الذي يمكن وصفه كأم العروس، وهذا حقه و قد لا يُلام، فنجاح الخطوط الكويتية في هذه المرحلة لا شك نجاح للرجل، بعد سنوات من الاحباطات والإخفاقات والعثرات والخسائر والفشل والمؤامرات وغياب القرار وتذبذب المصير ما بين الخصخصة، أو بيعها خردة، وما بين بقائها تحت مظلة الملكية الحكومية، و رغم انه قد استقر رآي الحكومة اخيراً على ابقاء الطائر الأزرق تحت الملكية الحكومية، وعدم خصخصتها او بيعها، لكن يبقى مصير الخطوط الكويتية مرهوناً على نجاحها الذي ينسحب كلياً على نجاح ادارتها، خصوصاً، و هنا التحدي، في ظل المنافسة الشديدة على سوق السفر الكويتية، من قبل شركات الطيران الخليجية والعربية والعالمية، فالفضاء المفتوح جعل المنافسة بلا حدود، و الصراع على الراكب كصراع عاشقين على كسب قلب حسناء غنجاء، فالمنافسة بين خطوط الطيران لم تعد مرتهنة على دقة مواعيد المغادرة والوصول او التغاضي عن الوزن الزائد و حسب، انما باتت الشركات تتنافس على المقاعد المتميزة والرفاهية التي بلا حدود داخل الطائرة، وتقديم الهدايا والوجبات المتعددة والأطعمة الخيالية والمشروبات التي تتنوع ما بين الحلال والحرام، ناهيك باختيار المضيفات الحسناوات اللواتي يتمتعن بالجمال وخفة الدم والاناقة و رقي المعاملة، لذا نقول ان المنافسة مازالت بعيدة بين الخطوط الكويتية ونظيراتها من خطوط الطيران، لا سيما الخليجية والعربية التي تعتبر سوق الكويت اهم اسواقها، فاذا علمنا ان كل شركة طيران خليجية او عربية، تسير اربع رحلات من و الى الكويت في اليوم الواحد تقريباً، عرفنا حجم المنافسة وأهمية سوق السفر الكويتية.
رافق تدشين الصالة الجديدة ( T4) والتي خصصت على الأرجح للخطوط الكويتية يوم الأربعاء 8 /8 الكثير من المبالغات، فاولاً مجرد صالة إضافية، و ليس مطاراً حتى نعذر للمنظمين الاحتفاء او العرس، و لا كان ثمة مبرر لتنظيم رحلة خاصة بالمناسبة على الطائرة الكويتية الى البحرين، و اشغال القيادات السياسية في الدولة الشقيقة بالاستقبالات والمجاملات وغير ذلك. سلطنة عٌمان دشنت مطار مسقط الجديد قبل شهرين، ودشنت قبله بعامين مطار صلالة الجديد، و دشنت قطر مطار حمد الجديد الذي نال الترتيب الاول من حيث المساحة والتنظيم و التصميم على مطارات المنطقة،لم نسمع او نر ان نظم الطيران العُماني او الطيران القطري رحلات دعائية الى الدول الشقيقة او الصديقة، وبقيت احتفالاتهم مقتصرة على الداخل، فاذا كانت مناسبة افتتاح صالة ركاب إضافية جديدة عملتوا كل هالهليله، عيل اش راح تسوون على افتتاح المطار الجديد، أكيد رحلة مجانية على جناح الطائر الأزرق لربع الديوانية والمقربين والمرضي عنهم الى واشنطن او لندن او باريس، او يمكن جولة 80 يوما حول العالم. يوم 8 / 8 يوم تاريخي حيث ثبت بما لا يدع مجالاً للحيرة اننا نعيش في ديرة اسمها ديرة بطيخ و ديرة كل من أيده اله، والمؤسف طلع بطيخ اقرع على قولة المصريين، قال الاولون: من امرك قال من نهاني؟
قبل عامين، تحركت باخرة من ميناء الشويخ تحت مسمى رحلة الأمل، حملت على متنها مجموعة من الأبناء من ذوي الإعاقة برفقة أطباء وممرضين وممرضات ومساعدين وخدم، و كان يفترض ان يصطحب الأبناء اولياء امورهم او آباءهم، الا ان هؤلاء استنكفوا ان يركبوا السفينة، وحجزوا مقاعد الدرجة الاولى على الطائرات التي كانت تنقلهم من عاصمة خليجية الى عاصمة عربية فعواصم أوروبية فنيويورك المحطة الاخيرة، كل ذلك لكي يزور الأبناء المعوقون مبنى الامم المتحدة. منظمو الرحلة لم يدفعوا فلساً واحداً، انما تكفل الديوان الاميري بتكاليف الرحلة. ما علاقة رحلة الأمل برحلة المنامة؟ الجواب: الفكرة واحدة والمبادر واحد، هناك من يجيدون تسويق أنفسهم، والمكوث تحت الاضواء والشو، وهذا لا يعيب، لكن النجاح ليس بالشو وتسليط الاضواء و البروبوغندا، انما بالعمل و المبادرة و كسر التقليد، وإثبات الجدارة. لا يهم المسافر على متن الطائر الأزرق لا الشو ولا ابن عمه، بقدر حصوله على خدمة مميزة على الارض وفي الجو داخل الطائرة، فهل حضرت الخطوط الجوية الكويتية خدمات متميزة لمسافريها، وهل دخلت خط المنافسة، مع خطوط الطيران الشقيقة ؟ هنا التحدي والرهان.
كاتب كويتي