سترتفع الليرة التركية شفافيات

13-08-2018

د. حمود الحطاب

حسب ماقاله محللون اقتصاديون سياسيون، فإن وضع الليرة التركية مطمئن بسبب جودة الوضع الاقتصادي التركي الشامل المتماسك المبني على دراسات وأسس متينة وتنوع، وهو غير مرتبط بالدولار بشكل يؤثر على الاقتصاد سلبيا. العملات تنخفض وترتفع ولكن ليس بالضرورة أنها تتسبب في انهيار الاقتصاد القوي بسبب جودة البنية التحتية للاقتصاد.هناك معادلات رياضية في العمليات الاقتصادية تخفى على غير المتخصصين في الاقتصاد والسياسة، ولازم إذا قلنا:اقتصاد، لازم لازم لازم نقول: سياسة، وهذه إحدى المعادلات والحسبات في الاقتصاد والسياسة. الوضع الاقتصادي التركي وضع متين يفوق الوضع في معظم الدول الأوربية، فترتيب امتياز الوضع التركي اقتصاديا يأتي في المرتبة الثالثة بعد المانيا وإنكلترا. تركيا كما ترون في المرتبة الاوروبية ترتيبها الثالثة اقتصاديا وهي تصدر سبعين في المئة من منتجاتها لأوروبا، وهذا لم يهتز ولم يتأثر بانخفاض سعر صرف الليرة أمام الدولار الأميركي.
الطريف فعلا أن بعض انتاج تركيا الاقتصادي ينفد بالكامل بسبب الرغبة العالمية في شرائه، ومن ذلك البندق الذي تنتجه “اوردو” وحدها تقريبا، وهي ومنطقة زرعية في طرابزون، وقد كان دخل تركيا من انتاجها من البندق عام2017 أكثر من ملياري دولار، وقلت لكم إنه من الطريف أن تركيا قد باعت كل ماعندها من هذا الانتاج ولم يبق منه شيء،ولو كانت كميته ضعف المحصول المباع أو أكثر لوجد السوق العالمية مفتوحة ذراعيها له لجودته ولدخوله في الكثير من الصناعات الغذائية وأهمها الكاكاو. ملياران من الدولارات مبلغ هائل من منتج تركي واحد هو البندق، ناهيك بمدخول السياحة الصيفي والشتوي، فقد بلغ عدد السياح في تركيا شهر يناير هذا العام نحو مليون ونصف المليون سائح من أوروبا وحدها، وقد وصل عدد السياح في تركيا عام2011 الى 31 مليون سائح وأربعمئة الف وزيادة. ويعتبر عام 2018 أفضل الأعوام السياحية في تركيا. وتشتري الدول المتقدمة صناعيا منتجات تركيا الصناعية لحداثتها وتطورها، ومن ذلك السلاح المتطور من تركيا، كما تشتري انتاجها من السيارات والسفن البحرية التي تمتاز تركيا بصناعتها قديما وحديثا. وإذا تحدثنا عن مصادر الدخل القومي التركي فلن نستطيع إحصاء ذلك وهذه قوة في الاقتصاد. فما شأن الليرة التركية إذاً واقتصاد تركيا بهذه القوة وهي قوة نامية وبشكل مذهل عالميا؟ لماذا انخفضت الليرة التركية الى نحو ست ليرات مقابل الدولار الأميركي؟ ومن اهم اسباب انخفاض الليرة التركية رغبة السياسة الحكومية التركية في تخفيض الفوائد البنكية إلى أدنى درجة لكي لا يعتمد الاقتصاد على تداول العملات من دون عمليات الانتاج الأخرى، وهذه عملية مهمة جدا. من جانب آخر قلت لكم إن السياسة والاقتصاد شيء واحد، وليرة تركيا لاتتعرض للانهيار كما هي الشائعات بل للتذبذب الوقتي. الدولار الاميركي ارتفع مقابل الليرة لأن هناك أسبابا متعمدة لضرب الليرة مقابل الدولار. هناك عمليات متعمدة لشراء الدولار بالليرات التركية وبكميات هائلة ادت الى انخفاض الليرة، وهذا الوضع لن يستطيع الثبات طويلا،وهذا اسلوب سياسي في محاربة اقتصاد الدول، وستتعرض له ايران ايضا وسينهار الاقتصاد الإيراني حين ينهار التومان مقابل الدولار، فالوضع الاقتصادي الايراني والعملة الإيرانية المنهارة وضع ضعيف للغاية عكس الوضع التركي. وفي المعادلات الاقتصادية فإن وضع الدينار الكويتي كمثل آخر مقابل الدولار وضع ممتاز للغاية،ولكن اقتصاد البلاد في الكويت خطيروهو ليس اقتصادا قويا، لأنه يعتمد على مصدر واحد متذبذب القوة وهو البترول. ليس انخفاظ العملة يعني انهيار الاقتصاد وضعفه في كل الدول ابدا، وليس قوة العملة دليل قوة الاقتصاد في كل الدول. وتعال فكك وباجر نكمل.
” وتبقى في إيدك وتعد لغيرك “هذه صورة من صور الاقتصاد في العالم. وخميس خمش خشم حبش. الى اللقاء.
كاتب كويتي