لا تُراع مَشَاعِرَ مَنْ لم يُراعِ مَشَاعِرَك حوارات

13-08-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يوجد نوع متكلّف من الاشخاص الطيبين، وربما الرومانسيين والمشوشين للغاية وبخاصة اولئك الذين يُصرون على مراعاة مشاعر من لم ولن يكترثوا بمشاعرهم، فأحد شراك الاستغلال تتمثل في إيقاع المرء نفسه في فخ التلاعب والاهانات المتواصلة على يد شخص لا يُراعي مشاعره ولا يحترم خصوصياته وربما لا يقيم له وزناً. وبالطبع، تشير مراعاة مشاعر الآخرين إلى سمات أخلاقية ايجابية تتجلى غالب الوقت في الحفاظ على كرامة الانسان الآخر عند التعامل معه ،وعدم تجاوز حدود حريته ومنحه ما يستحقه من احترام كإنسان حر ومستقل، ولكن يوجد دائماً نفر سيء من الاهل والاقرباء والغرباء ممن لا يكترثون اطلاقاً بمشاعر من يتكلمون أو يتعاملون معهم، ولا ينقص هذا النفر الفج والوقح معرفة معايير التعامل المحترم مع الآخرين، ولكنهم يمارسون وقاحتهم وسوء خلقهم باختيارهم، وسيجدر على من يظن أنه سيقع ضحية لهذا النوع المريض سلوكياً من الاشخاص التعامل معهم بالمثل، فلا يحق للمرء العاقل والانسان الحر والمستقل أن يسمح للآخر بعدم مراعاة مشاعره سراً أو علناً، وحيث لا يستوعب اغلب الوقحين سوى لغة الصدام والمواجهة والتأنيب المباشر والقسوة المشابهة، وفي كل الاحوال، سوف يؤدي التصرف الشخصي الاختياري أحياناً إلى إيقاع أحدهم ضحية لكل متكبر وعنجهي ووقح ،وقتما يتخلى الضحية عن ضبط نفسه والتفكير مسبقاً في ردود فعله ،وبخاصة تجاه من يتلقى منهم معاملة سيئة. وبمعنى أدق، سيؤدي الانغماس المتواصل في العفوية وتكلف طيب الخاطر مع أهل الوقاحة، والتسامح المفرط معهم إلى تجرئة الانسان الوقح وقليل الأدب على الشخص العفوي وطيب القلب والمتسامح ،وبخاصة إذا لم يهتم الضحية بقيمته لدى نفسه ويستمر يقدمها على طبق من فضة لكل صاحب خلق سيء. وبالنسبة لي شخصياً، بدأت أحرص منذ فترة على التعامل الصارم مع كل شخص وقح وقليل الأدب ،وبخاصة من سأضطر للكلام أو للتعامل معهم سواء لقرابتهم منى أو لمعرفتي لهم أو لمشاركتي لهم في بعض السياقات الاجتماعية والوظيفية والثقافية، فطوبى لمن لا يضيع الفرص في إسقاء الوقح من نفس إنائه.
كاتب كويتي