كيف تؤثر برمجيات الإنترنت على خياراتنا؟

23-07-2018

في وسائل الإعلام ومع تنامي دور شبكات التواصل الاجتماعية، تقوم الخوارزميات بترتيب النتائج على محركات البحث المشهورة، وتعمل على تغذية الأخبار، وتوصي بمشاهدة مقاطع فيديو أو قراءة مقالات معينة تم اختيارها.

تعمل تلك الخوارزميات على إعادة تنظيم المحتوى عبر الإنترنت، عبر إنشاء مرشحات تقوم بفرز الأخبار والمواد وتصفيتها وفق ترتيبها الخاص، وبالتالي تعزل المستخدم عن الاطلاع على الآراء المختلفة.

هذه المهام المعقدة والحساسة توكل إلى هذه الأنظمة المتطورة التي تعمل وفق ذكائها الصناعي من خلال كم كبير من البيانات المتوفرة لديها بشكل مستمر، وهي أشبه ما تكون بصناديق سوداء لا يمكن معرفة ما بداخلها وكيف تعمل.

تقول مارغريت فيستاجر، المفوضة الأوروبية للمنافسة «يمكن أن ترشدنا الخوارزميات عبر الكم الهائل من المعلومات المتاحة على الإنترنت. لكن الخطر في أن نرى فقط ما تختار أن تظهره لنا هذه البرامج والشركات التي تستخدمها».

خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة جرى اتهام فيس بوك بأنها تساعد دونالد ترمب من خلال السماح لمستخدمين بتعميم معلومات غير صحيحة وتفتقد للدقة ضد منافسته هيلاري كلينتون، بهدف التأثير على الرأي العام.

إن الهدف الرئيس من خوارزميات الشبكات الاجتماعية هو العمل على تعميم المحتوى وتضخيمه كي ينال شعبية أكثر ويكون على قائمة اهتمامات المستخدمين للشبكات الاجتماعية بغض النظر عن صحته، ولهذا السبب نرى انتشارا واسعا للشائعات وتضخيمها، وبالتالي فإن برمجيات الإنترنت تؤثر على خياراتنا بطريقة أو بأخرى.

على موقع يوتيوب على وجه الخصوص تحظى الآلاف من المقاطع بانتشار أوسع نظرا لأن موقع يوتيوب يوصي بها أكثر بكثير من المحتوى الخاضع للتدقيق، وفقا لما يقول غيوم شاسلو، وهو مهندس سابق في هذه المنصة التي تملكها قوقل.

لكن هل سنشهد خوارزميات أكثر مراعاة للأخلاقيات في المستقبل؟ يمكن برمجة الخوارزميات لخدمة الإنسان، لكنها تحتاج إلى تشريعات واضحة تنظم آلية استخدامها.

في أوروبا تسمح قواعد حماية البيانات للناس بالطعن في قرار الخوارزمية والمطالبة بتدخل بشري في حال تعارض الآراء. وهو ما دفع بعض شركات الإنترنت العملاقة من تلقاء نفسها إلى العمل على الموضوع، حيث قامت فيس بوك بمحاولة لتصنيف الرسائل المشبوهة تلقائيا، أما يوتيوب فقد عززت عناصر التحكم البشرية فيما يخص مقاطع الفيديو التي تستهدف الأطفال.

ومع ذلك، لا يمكن التنبؤ بأن شركات كبيرة في السوق العالمية تقوم في الأساس على جذب انتباه الجمهور مثل يوتيوب وفيس بوك وتويتر ستغير طريقة عملها، لأن ذلك يتعارض مع خطة عملها التجارية والمكاسب التي تجنيها من ورائها.

nalhazani@