محفزات القراءة عند الغرب والعرب!

23-07-2018

لعل أبرز محفزات القراءة عند الغرب عنصر الإثارة في النص المكتوب، وقد يكون المحفز أو المثير هو الرغبة في التعلم، وربما أجواء الإجازة الصيفية محفز آخر، وبهدف التخلص من عناء عام كامل من العمل هي فرصة سكون وهدوء، أو أن على قائمة الانتظار كتبا عدة لم يسعف الوقت القارئ لقراءتها، وربما يكون أحد محفزات القراءة سلوك المجتمع نحو القراءة وثقافة المجتمع القرائية، فمن حولك في الباص يقرأ، ووالدك قارئ ووالدتك مؤلفة، وإن كنت في رحلة لجزر الكاريبي فأنت تتمدد هناك وتسترخي لتقرأ.

أما أبرز محفزات القراءة عند العرب فهي الفضيحة، فكثير من الناس لا يدفعه للقراءة إلا وجود فضائح في المقروء، فهو في تويتر يبحث عن فضائح المشاهير وسقطاتهم، وقد يقرأ مقالا من صفحات عدة عن مشهور أو مشهورة وقصص طلاقهما، وكيف اختلف مع أبنائه، وكيف ثارت عليه أمه، أو تلك التي دخلت سنابها الشخصي وتكلمت بشكل شخصي عن حياتها ونسيت أنها في سناب «البزنس».

محفز آخر للقراءة في العالم العربي هو توقيت الكتابة، ورغم أن هذا السبب ليس سببا ظاهرا إلا أنه محفز، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعية، فإن كتبت تعليقا في تويتر أثناء الدوام الرسمي، فأنت تصرف جهدك في وقت العمل، على حساب عملك وذمتك، وقد تكون مجازا، لكنه غير مهتم بالتبرير، وربما يراك متصلا في الواتس اب في وقت صلاة، فيلومك كيف (هداك الله) تفعل هذا، ونسي أنه تفقد حالتك وهو في المسجد والخطيب يخطب، ولا يأتي على باله أنك ربما في سفر والتوقيت مختلف، أو أن الأمر طارئ، وينسى أيضا أن بعض المواقع تجدول مادتها المنشورة مثل تطبيقات تويتر التجارية ونسخ الواتس اب المخترقة، ناهيك عن ذلك الذي يحلل ما تكتبه بحسب الليل والنهار، فتغريدات الليل إن كانت في وسط الأسبوع فأنت مهمل لأسرتك، وإن كانت آخر الأسبوع ابتلاك هذا الشكاك بداء الاحتمالات المشينة (وهلا بالخميس)!

محفز القراءة عند العرب بشكل عام هو عنصر الإثارة الآنية، ورغم أن الصحف الصفراء صناعة إعلامية غربية قديمة، لكن يبدو أنها صارت جديدة على العرب بشكل عام، وصار قارئهم يقرأ في الإثارة الآنية أكثر مما يقرأ في التاريخ والرواية، فتسيطر عليه أخبار الفلاشات وتصبح ذاكرته مثل ذاكرة الذباب، تهشه ثم يعود إليك لأن ذاكرة الذباب وما يتذكره لا تزيد على 7 ثوان فقط!

محفز لا يمكن أن يهمله 99% منا، وهو محفز الترند، بعض الناس يقرأ المواضيع الأكثر اهتماما عند الناس حتى لا يغيب عن المشهد، وحتى لا يتكلم الناس في المجلس ولا يعرف ماذا يقولون، هل هذا الترند مهم أم لا، غير مهم، بل المهم هو أن يعرف الناس أنه يعرف مثلهم أو على الأقل لا يضيع في «الطوشة» أثناء حديثهم!

آخر محفز عربي حديث وصناعة عربية غريبة هو كوب القهوة، فهو يقرأ ليصور مع الكتاب، ويضع النظارة وكوب القهوة وصباح الخير، وحدود قراءته عنوان الكتاب والمقدمة والغلاف الخلفي ودار النشر!

Halemalbaarrak@