الكهرباء الشمسية قادمة

23-07-2018
شيماء المرزوقي

هناك شريحة واسعة من الناس وعلى مختلف المستويات المعرفية والثقافية والعلمية تشكك في جدوى التوجه العالمي نحو الطاقة الشمسية. وهذه الفئة تردد في العادة جملة من العناوين الرئيسية في مجال الطاقة الشمسية، والبعض منها مواضيع قديمة وضاربة العمق في التاريخ.
على سبيل المثال، الشمس لا تصلنا منها أشعة كافية لتوليد طاقة تغمر الكوكب وتشغل كافة أنواره ومعداته، لكن الواقع يفصح عن ما هو أعظم، فالطاقة الشمسية باتت تغذي محطات توليد الشبكة الكهربائية في كثير من دول العالم. وهناك إحصائية تتحدث عن زيادة في مراكز الطاقة الشمسية في العالم بنسبة قد تتجاوز الثلاثين بالمائة في عام 2015 ونحن الآن في الربع الثالث من العام 2018 ومن المؤكد أن النسبة قد زادت.
وهناك أمثلة ناجحة مثل ولايتي تكساس وكولورادو، اللتين نجحتا في أن تكون الطاقة الشمسية جزءاً من مصادر الطاقة السائدة، لكن أصحاب الرأي السوداوي عن مستقبل الطاقة الشمسية لديهم تحفظات أخرى مثل أن التكلفة مرتفعة، ولكن وكما هو معروف فإن هناك انخفاضاً مستمراً في أسعار أجهزة الطاقة الشمسية والألواح التي تستخدم، وكلما تقدم العمل وتم وضع اليد على كشوف جديدة كلما انخفض السعر أكثر، ويتوقع استمرار مثل هذه الانخفاضات. لعل أكبر تلك المخاوف من الطاقة الشمسية وأيضاً أكثرها تندراً وطرافة عندما تسمع أحدهم يقول بأنه لا يمكن الاستفادة من أشعة الشمس إلا خلال فترة النهار عندما تشرق الشمس. بطبيعة الحال الواقع يختلف تماماً وهو ما يجعل مثل هذا القول يميل للطرافة والإضحاك أكثر منه حقيقة أو ملاحظة علمية، ذلك أن هناك بطاريات وهناك شبكة للكهرباء يتم من خلالها حفظ الفائض والاستفادة منه في أوقات مختلفة، وبالتالي فإن ديمومة الكهرباء الشمسية مستمرة حتى ولو غابت الشمس أو حتى لو حجبت السحب أشعتها لأيام.
إن التقنيات الحديثة على مختلف أنواعها من تقنيات الاتصالات وتطور الهواتف الذكية، هي مفتاح للتطور والتقدم للبشرية برمتها، والطاقة الشمسية ليست في معزل عن مثل هذا الجانب، وبالتالي فإن فوائد التوجه نحو طاقة الشمس لا حصر لها، ويكفي أنها طاقة نظيفة.
إن نشر معلومات مغلوطة أو ترديد معلومات باتت قديمة أمر لن يؤجل أو يبطئ من عجلة التطور والتقدم، المهم أن نفهم بشكل سليم فائدة هذا الجديد ونحسن التوجيه لخدمة البشرية.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com