مرضى التقليد الأعمى

23-07-2018
إبراهيم الهاشمي

في السنوات الأخيرة، ومع تطور وسائل التكنولوجيا وظهور مواقع التواصل الاجتماعي واتساع نطاقها وتنوعها، صار من السهل انتشار أي ظاهرة في المجتمعات، سواء سلبية أو إيجابية. ومجتمعنا العربي عامة والخليجي خاصة ليس ببعيد عن أي «تقليعة» تنتشر على هذه الوسائل مهما كانت أهدافها أو أساليبها.
إذ نجد الشباب يسارعون إلى تقليد أي «موضة» أو سلوك أو حتى رقصة أو يشتركون في تحدٍ من تلك التحديات التي تنتشر كانتشار النار في الهشيم بسرعة فائقة مهما كانت غريبة أو كانت آثارها سلبية في الصحة أو المجتمع، والأمثلة على هذا كثيرة كان آخرها «تحدي كيكي»، وقبلها رقصة لطفلة ذاع صيتها بعد عودتها من المدرسة، ورقصة «فلوس» التي منعت في مدارس أمريكا وتلقفها أطفالنا وشبابنا هنا بعد انتشارها، ورقصة على إحدى أغاني مطرب إماراتي انتشرت بشكل مزعج في مدارسنا، هذا فضلاً عن «الموضات» التي تطغى بين فترة وأخرى كقصات الشعر الغريبة، واللبس الذي لا يمكنك معه معرفة إن كان مرتديه رجلاً أو امرأة، وأخيراً موضة نقش الحناء على أيدي الرجال التي انتشرت في إحدى الدول الخليجية كما شاهدنا في الصور. ولا ننسى بعض الألعاب الإلكترونية التي في كل مرة نكتشف سلبياتها وأضرارها على الصحة وأحياناً على الحياة.
لسنا ضد استيراد كل شيء من المجتمعات الأخرى، فنحن لسنا بمعزل عن العالم، لكننا نركز على ضرورة أن يكون هذا التلقف إيجابياً وانتقائياً؛ إذ نعلم جيداً أن هناك بعض السلع والمواد الإعلامية والترفيهية التي لا يمكن تجاهلها، وأن استخدامها أو التعامل معها لا يشكل أي خطر على أحد، بل نعلم أن هنالك ما هو إيجابي وتتمتع به مجتمعات العالم الغربي والشرقي غير العربية، لكننا سنبقى نحذر من انسياق أطفالنا وشبابنا وراء أي شيء يشكل «هبة» سواء صدر عن مجتمعاتنا أو مجتمعات تختلف عنا في عاداتها وتقاليدها ودينها.
وأخيراً لا بد وأن أذكر القارئ وقبله نفسي: فلنكف عن جعل الحمقى مشاهير.