مانديلا.. ملهم الأجيال
فيصل عابدون
مثل كل العظماء في التاريخ، كان مانديلا يحرص على أن تبقى أعماله وكلماته حية من بعده، وتلهم أجيال الشباب، وتمنح الأمل للناس بإمكانية تحقيق طموحاتهم الفردية والقومية والإنسانية. فمانديلا هو الرجل الذي هزم واحدة من أعتى أنظمة الاستعمار العنصرية في التاريخ، من دون أن يستخدم العنف وإراقة الدماء، وهو الذي أبقى سيرته حية في التاريخ الإنساني تستلهمها الأجيال والأفراد والشعوب جيلاً بعد جيل.
وبمناسبة الاحتفالات المئوية الأولى على ميلاده، خصصت مجلة «أفريقيا الجديدة»، عدداً خاصاً أفردت خلاله لقاءات مع أشخاص كانوا قريبين منه ومن أفراد عائلته. وتحدث هؤلاء عن أسلوب حياته البسيط وطريقته الفريدة في التعاطي مع الأمور عظيمة الشأن، أو تلك المتعلقة بمسار الحياة اليومية للناس. وتقول ابنته ماكازيوي مانديلا الحائزة الدكتوراه في علم الأنثروبولوجيا، إنه كان يعترف علناً بأخطائه وقصوره ونقصان معرفته، وكان يشدد في مناقشاته على أنه ليس «قديساً»، ويتحدث دائماً عن رفاقه في السجن وعن الإنجازات الجماعية لحزب المؤتمر وحركة التحرير بمجملها، وكان يرفض أن تنسب له الإنجازات، ويرفض محاولات تجميل صورته. وتضيف أنه ومع ذلك فإن مزيج الشجاعة والتواضع والقدرة على التسامح التي اتسمت بها شخصيته منحته في النهاية سلطة أخلاقية حتى بعد تنحيه عن السلطة وبعد وفاته.
أما حفيده من أكبر أبنائه، ندابا سيمبيكيل مانديلا، فقد لاحظ من بين أشياء عدة أن جده كان يعامل البستاني والطباخ اللذين يعملان عنده كما يعامل بابا الفاتيكان ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وقال إنه وهو الشخص المشهور على مستوى العالم، فإنه عندما يقابل أي شخص فإنه يقدم نفسه أثناء المصافحة، اسمي نيلسون مانديلا. يقول الحفيد إنه تعلم من مانديلا الصبر والمثابرة والشجاعة الروحية والثقة بإمكانية تحقيق الأحلام والطموحات على أرض الواقع، مهما عظم شأنها وبدت مستحيلة التحقق.
وتقول الموسيقية الجنوب أفريقية ذائعة الصيت، يفونو شاكا، إنها تعلمت منه أن التغيير يبدأ بنا نحن ولا يأتي من الخارج. وتقول إنها سألته عندما زارها للمرة الأولى قبل تسلمه منصب الرئاسة، «والآن يا مانديلا، هل سنقوم بانتزاع كل تلك المنازل الفارهة من العنصريين البيض؟». وتقول إنه نظر إليها ملياً قبل أن يقول، «إن الغضب والكراهية تجاه الآخرين لن تجعل منك إنساناً أفضل».
كان أبرز الحضور في احتفالات مئوية مانديلا رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما. ورغم أن الرجلين لم يلتقيا إلا مرة واحدة في عام 2005، إلا أنه لطالما أبدى إعجابه بالرئيس الشاب ذا الأصول الأفريقية. بينما يعتبره أوباما مرشده الروحي مع الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن وقال في 2013: «أنا واحد من ملايين الناس الذين كانت حياة مانديلا مصدر وحي وإلهام لهم».
Shiraz982003@yahoo.com
مثل كل العظماء في التاريخ، كان مانديلا يحرص على أن تبقى أعماله وكلماته حية من بعده، وتلهم أجيال الشباب، وتمنح الأمل للناس بإمكانية تحقيق طموحاتهم الفردية والقومية والإنسانية. فمانديلا هو الرجل الذي هزم واحدة من أعتى أنظمة الاستعمار العنصرية في التاريخ، من دون أن يستخدم العنف وإراقة الدماء، وهو الذي أبقى سيرته حية في التاريخ الإنساني تستلهمها الأجيال والأفراد والشعوب جيلاً بعد جيل.
وبمناسبة الاحتفالات المئوية الأولى على ميلاده، خصصت مجلة «أفريقيا الجديدة»، عدداً خاصاً أفردت خلاله لقاءات مع أشخاص كانوا قريبين منه ومن أفراد عائلته. وتحدث هؤلاء عن أسلوب حياته البسيط وطريقته الفريدة في التعاطي مع الأمور عظيمة الشأن، أو تلك المتعلقة بمسار الحياة اليومية للناس. وتقول ابنته ماكازيوي مانديلا الحائزة الدكتوراه في علم الأنثروبولوجيا، إنه كان يعترف علناً بأخطائه وقصوره ونقصان معرفته، وكان يشدد في مناقشاته على أنه ليس «قديساً»، ويتحدث دائماً عن رفاقه في السجن وعن الإنجازات الجماعية لحزب المؤتمر وحركة التحرير بمجملها، وكان يرفض أن تنسب له الإنجازات، ويرفض محاولات تجميل صورته. وتضيف أنه ومع ذلك فإن مزيج الشجاعة والتواضع والقدرة على التسامح التي اتسمت بها شخصيته منحته في النهاية سلطة أخلاقية حتى بعد تنحيه عن السلطة وبعد وفاته.
أما حفيده من أكبر أبنائه، ندابا سيمبيكيل مانديلا، فقد لاحظ من بين أشياء عدة أن جده كان يعامل البستاني والطباخ اللذين يعملان عنده كما يعامل بابا الفاتيكان ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية. وقال إنه وهو الشخص المشهور على مستوى العالم، فإنه عندما يقابل أي شخص فإنه يقدم نفسه أثناء المصافحة، اسمي نيلسون مانديلا. يقول الحفيد إنه تعلم من مانديلا الصبر والمثابرة والشجاعة الروحية والثقة بإمكانية تحقيق الأحلام والطموحات على أرض الواقع، مهما عظم شأنها وبدت مستحيلة التحقق.
وتقول الموسيقية الجنوب أفريقية ذائعة الصيت، يفونو شاكا، إنها تعلمت منه أن التغيير يبدأ بنا نحن ولا يأتي من الخارج. وتقول إنها سألته عندما زارها للمرة الأولى قبل تسلمه منصب الرئاسة، «والآن يا مانديلا، هل سنقوم بانتزاع كل تلك المنازل الفارهة من العنصريين البيض؟». وتقول إنه نظر إليها ملياً قبل أن يقول، «إن الغضب والكراهية تجاه الآخرين لن تجعل منك إنساناً أفضل».
كان أبرز الحضور في احتفالات مئوية مانديلا رئيس الولايات المتحدة السابق باراك أوباما. ورغم أن الرجلين لم يلتقيا إلا مرة واحدة في عام 2005، إلا أنه لطالما أبدى إعجابه بالرئيس الشاب ذا الأصول الأفريقية. بينما يعتبره أوباما مرشده الروحي مع الرئيس الأمريكي أبراهام لنكولن وقال في 2013: «أنا واحد من ملايين الناس الذين كانت حياة مانديلا مصدر وحي وإلهام لهم».
Shiraz982003@yahoo.com