شرفاء جنوب العراق يحرقون مشروع إيران

18-07-2018

ما يشهده جنوب العراق المشتعل منذ أيام من اضطرابات أمنية ومظاهرات، ما هو إلا فصل جديد من مسرحية المناورات الإيرانية اليائسة لإشغال خصومها، وورقة ضغط كانت تحاول من خلالها التأثير على المجتمع الدولي، فإشعال هذه الاضطرابات والمظاهرات في محافظة البصرة التي تنتج أكثر من 95 % من عائدات العراق النفطية ومدها إلى كل محافظات الجنوب كالمثنى والنجف وذي قار وميسان وبابل، يوضحان هدف إيران الساعي لتعطيل إنتاج النفط العراقي البالغ نحو 5 ملايين برميل يوميا، مما يجعل هذه الكمية غير قابلة للتعويض بشكل سريع، وهذا يهدد أمن واستقرار السوق العالمي للنفط، لتوحي للمجتمع الدولي بأن تطبيق العقوبات التي تسعى الحكومة الأمريكية لفرضها عليها؛ والتي ستصل إلى منعها من تصدير نفطها، سيكون مكلفا على الصعيد الدولي، وبهذا تحلم إيران أن يقل التأييد الدولي لتطبيق العقوبات عليها أو ربما إيجاد تيار معارض لها، أو لتأخير تنفيذها على أقل تقدير.

راهنت إيران على ولاء أبناء الجنوب من الشعب العراقي، وهم يعدون من العرب الشيعة، فهي التي تبنت الأحزاب التي تمثلهم سياسيا ودعمتها بكل ما أوتيت، ولكن من لم يكونوا في حسابات إيران هم المواطنون العراقيون المغلوب على أمرهم، والذين عانوا من الحزبية والطائفة وبدد الفساد كل أحلامهم، فقام المتظاهرون بحرق مقرات حزبية وإدارية مهمة، فقد حرق مقر حزب الفضيلة لكتائب حزب الله العراقي، ومقر تيار الحكمة في النجف وميسان، ومقر حزب الدعوة، ومقر حزب الفتح، واقتحموا مطار النجف، وأحرقوا صور الخميني في ساحات المدن، وتعالى صوت هتافهم يطالبون بنيل حريتهم من الدمى التي تحركها إيران.

قتل خمسة متظاهرين على الأقل والرقم في تزايد في اشتباكات مع قوات الأمن، وأصيب العشرات من الطرفين، والمؤكد أن من يطلق النار على المتظاهرين في مدن جنوب العراق هو من كان يضع السيارات المتفجرة والعبوات الناسفة لإشعال الفتنة الطائفية، والتي هي بلا شك المخابرات الإيرانية الفارسية وباسيج الأحزاب الدينية الطائفية التي تسرق وتدمر العراق بحجة الدفاع عن المذهب.

إن إيران لها مصالحها ورؤيتها، ولا يعنيها في المقام الأول إن كان الوقود الذي يحقق لها هذه المصالح هم أبناء العراق في المحافظات الجنوبية التي تدين أحزابها وكياناتها السياسية في الغالب بالولاء لها على حساب وطنها ومواطنها.

هذه المظاهرات تأتي بعد شهرين من الانتخابات التي تخللتها اتهامات بالتزوير، وكلما زادت الاضطرابات زاد الضغط على حيدر العبادي الذي يأمل بالاستمرار لولاية ثانية كرئيس للوزراء، ورغم إعلان العبادي أن حكومته ستقدم تمويلا للبصرة لتوفير خدمات الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، إلا أن الضغط زاد عليه مع دعوة إياد علاوي نائب الرئيس العراقي إلى تشكيل حكومة إنقاذ وإعادة إجراء الانتخابات.

ختاما، رسالة الشرفاء من الثائرين العراقيين إلى العالم العربي هي أن مشروع إيران يحترق والعروبة أقوى من الولاء المذهبي لملالي طهران، وما يحدث في جنوب العراق من انتفاضة شعبية عربية هو أكبر إهانة لأحزاب إيران الدينية الطائفية ولعصابات الخامنئي.

@hq22222