أخيراً.. المرأة تقود السيارة

24-06-2018

كمٌ كبير من القنوات التلفزيونية العالمية تواجدت خلال اليومين الماضيين، لتغطية الحدث الأهم تاريخياً داخل المملكة وهو قيادة المرأة للسيارة، الأمر هنا لا يتعلق فقط بموضوع المرأة تقود أو لا، وإنما تحول اجتماعي مهم على مستوى المملكة يقارب أهمية السماح بدراسة البنات.

عندما تقابل مراسلي القنوات الأجنبية تجد أن هذا الأمر مهم بالنسبة لهم إعلامياً، الموضوع يتجاوز أي تفسيرات أخرى تم تغييبنا بها لعقود طويلة، هم ينظرون للأمر بصورة مختلفة، هو تحول داخلي كبير، بعد أن كان هذا الأمر لأسباب متعددة مثل الحلم، ولا نذكر من خلاله إلا الذكرى غير الإيجابية مطلع التسعينات الميلادية، إبان الغزو العراقي على الكويتي ومحاولة البعض الضغط لفرض قيادة المرأة وفق منطق الأمر الواقع وذلك باستغلال التواجد الإعلامي الكبير -وقتها- لتغطية أحداث غزو الكويت، وهذه المحاولة للأسف تقريباً وأدت حتى التفكير بهذا الموضوع، لأن التوقيت لم يكن مناسباً.

اليوم الأمر مختلف، مراسلو ومراسلات القنوات الأجنبية يتواجدون بحرية ويلتقون بالسعوديات والجميع هنا مهيأ لهذا الحدث التاريخي، فإنتاج الأفلام المصورة الخاصة بقيادة المرأة كان مذهلاً وشهد أفكاراً إبداعية وإنتاجية مميزة، كانت من الوسائل المهمة بالاحتفاء بهذا الحدث، وأيضاً التوعية بالسلامة المرورية، والأهم التوعية الاجتماعية داخل المجتمع بأهمية الأمر السامي والتعاون لإنجاحه.

الحقيقة نحن نفخر بما نشاهده حالياً، فالجميع من السيدات التزمن باحترام عدم القيادة قبل 10/10، والمجتمع كان مهيأً بصورة رائعة، فحضر الوعي الأمني والوعي الاجتماعي والأهم الوعي الإعلامي بدعم المرأة ومساعدتها ودعمها في هذا التحول المهم بكل ما تعنيه الكلمة.

نحن بعد 10/10 أمام تحول اجتماعي واقتصادي مهم بالمملكة، سنجد أنفسنا أمام تطورات كبيرة، سنحزن كثيراً لخسارتها العقود الماضية، سينعكس هذا القرار على جميع مناحي حياتنا، ستعاد التركيبة الأسرية داخل الأسر بصورة متزنة، سيذهب الدخلاء من السائقين المشاركين بتفاصيل حياتهم الخاصة من أغلبية الأسر السعودية، سنجد الأم والأخت بأفضل حال، عكس ما تم تخويفنا منه وتصويره سلبياً لنا.

سنجد الدراما والأعمال السينمائية السعودية أكثر تفاعلاً مع قيادة المرأة، سنجد أننا نتغير للأفضل، فلازلت أعيش أجمل تجربة مؤخراً لي في الرياض عندما حضرت قبل أيام العرض الأول لفيلم "انكردبلز 2"، كان الأمر مدهشاً، حضور عائلي كثيف، انسيابية بالتنظيم، اطمئنان، فرح ومتعة في عيون الصغار، والأمر يبعد فقط لدقائق وليس مئات الكيلو مترات كما كان بالسابق، قيادة المرأة والسينما بالمملكة من القرارات المهمة بالفعل، شكراً لقيادتنا الكريمة.