«مسام» الإنسانية لتعيش بسلام

24-06-2018

تعوّدت المملكة منذ زمن على تجاوزات الإعلام المضاد الرخيص ضد مواقفها وتوجهاتها ورموزها، وفي كل مرة تثبت الحقائق عكس ما يقولون، ويمضي القطار السعودي إلى حيث غايته بكثير من الصبر والحكمة والرد أحياناً على بعض ما يثار، ولكن المؤسف أن ينال ذلك الإعلام المأزوم من جهود السعودية الإنسانية، ويلوّن الحقائق بأجندات سياسية، وينحاز إليها مثل الأعمى الذي لا يبصر الحقيقة، ويتعرى في كل مرة أمام لغة الأرقام. المملكة تجاوزت تلك الأكاذيب بمزيد من العمل الذي تتحمّل مسؤوليته الإنسانية كدولة إسلامية وعربية مؤثرة في قرارها العالمي، حيث لم تلتفت لما يقال، ورأت أن يكون الرد أمام الملأ وهو يشاهد قوافل المساعدات الإنسانية تصل إلى مستحقيها في أكثر من 78 دولة، وخمس قارات، و999 مشروعاً، و150 شريكاً دولياً، بإجمالي وصل إلى 32 مليار دولار، بما فيها 489 مساهمة مالية لمنظمات أممية وهيئات دولية وصناديق تنموية وإنسانية وخيرية، حيث يتصدر اليمن الشقيق قائمة الدول التي حظيت بنصيب وافر من المساعدات منذ تأسيس السعودية، بإجمالي يصل إلى (13,37) مليار دولار لتنفيذ 285 مشروعاً إنسانياً وتنموياً وخيرياً. اليوم تطلق المملكة واحداً من أهم مشروعاتها الإنسانية «مسام» عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية؛ انطلاقاً من تعاليم دينها الإسلامي الذي يحث على مساعدة المحتاج، وإغاثة الملهوف، والمحافظة على حياة الإنسان وكرامته وصحته، وكل ذلك بدافع إنساني لا تمييز فيه للون أو عرق أو دين، وتأكيداً على نهج السعودية الثابت في تعزيز مظاهر السلم العالمي، والعلاقة مع شعوب الأرض على أساس إنساني رفيع لا تسييس فيه. مركز الملك سلمان الإنساني يمثل اليوم واجهة السعودية الجديدة المشرقة، والقوة الناعمة التي يُعتمد عليها في إبراز مكانة وصورة السعودية الإنسانية أمام العالم، حيث بلغت مشروعاته 428 مشروعاً في 14 قطاعاً حيوياً، وشركاؤه 123 على مستوى العالم، ونفقاته (1,8) مليار دولار خلال السنوات الثلاث الماضية، ويمتاز في عمله بالتنسيق والتشاور مع المنظمات والهيئات العالمية الموثوقة، وتطبيق جميع المعايير الدولية المتبعة في البرامج الإغاثية، وتوحيد الجهود بين الجهات المعنية بأعمال الإغاثة في المملكة، إلى جانب احترافية وكفاءة العاملين في المركز والمتطوعين، وضمان وصول المساعدات لمستحقيها وألا تُستغل لأغراض أخرى، وأن تتوافر في المساعدات الجودة العالية وموثوقية المصدر.​​ مركز بهذا الحجم من العمل المتواصل، والعطاء الذي لا يتوقف، والجهد المستمر من الاجتماعات والتنسيق الدولي، هو «مسام» تنقذ من خلاله الإنسانية لتعيش بأمن وسلام، ويتنفس المحتاجون مع مسامات السعودية المتعددة؛ ليقولوا لها شكراً أمام العالم، وقبل ذلك الشكر لله الذي أنعم على هذه البلاد من خيرات الأرض؛ لتحصد ما زرعت في كرمها ونُبلها وإنسانيتها لشعوب العالم.