ماذا نتعلم من «اليابان بالعربي»؟

24-06-2018

مستخدمو منصة تويتر يعرفون في الغالب حساب «اليابان بالعربي»، أو على الأقل سمعوا عنه. ولمن لا يعرفه، فهو حساب ثري ونشيط يحظى باهتمام رواد المجتمع الافتراضي، يتبع هذا الحساب لمؤسسة Nippon للاتصالات، ويعرف عن نفسه بـأنه «مبادرة للتعريف باليابان من قلب طوكيو، تهدف للوصول إلى كل القراء العرب المهتمين بالتعرف على هذا البلد في الفضاء الإلكتروني».

يتمتع هذا الحساب الياباني بشعبية كبيرة في منصة تويتر، إذ يتابعه قرابة 200 ألف شخص، ويعود الفضل في النجاح الذي يحققه إلى عدة أسباب منها جودة المحتوى الذي يقدمه للعالم العربي الشغوف بمعرفة المزيد عن الحضارة اليابانية المتفردة، بالإضافة إلى مشاركته النشيطة في الرد على وسم خرافات عن اليابان، واستخدام القائمين عليه لأسلوب مناسب لشريحة المستخدمين يتميز بالظرافة وخفة الظل.

لا يقف الحساب عند الوجبات الخفيفة التي يقدمها على منصة تويتر، بل يحيل إلى موقع «بوابتك إلى اليابان» الثري بمقالات عميقة ومواد صحفية منوعة، تُعرض بثماني لغات مهمة، ويرأس لجنة خبراء التحرير فيه، «تاكيناكا هاروكاتا» الأستاذ بالمعهد العالي الوطني للدراسات السياسية.

«اليابان بالعربي» ليست المبادرة الوحيدة النشيطة على تويتر، والتي تهدف إلى تعريف العالم بحضارة بلد ما، وتفنيد الخرافات والشائعات السلبية حوله، فالسويد مثلاً لديها حساب نشط باللغة العربية يتابعه قرابة 350 ألف شخص، ويقدم مادة لطيفة ومثيرة للاهتمام حول تفاصيل صغيرة لا نعرفها عن حضارة ذلك البلد، بما فيها ثقافته وأساطيره وهموم شعبه. فيما تقدم حسابات النرويج، وفنلندا، وألمانيا معلومات مماثلة باللغة العربية.

مقابل هذه المنصات المفتوحة للتعرف على ثقافات العالم، نجد أنفسنا متلقين فقط، ليس لدينا مبادرة حقيقية لإيصال ثقافتنا للعالم، تحركاتنا هي في الغالب ردود أفعال لا مبادرات. لا يوجد لدينا مثلاً حساب وطني بلغات مختلفة يقدم مادة تعكس الداخل السعودي للخارج، خصوصاً أن الكثيرين متلهفون لمعرفة تفاصيل حياتنا اليومية وثقافتنا واهتماماتنا وآرائنا في ما يحدث حول العالم. هنالك الكثير من القصص الصغيرة في مجتمعاتنا والتي لا نلقي لها بالاً، لكنها إذا ما تم تناولها بطريقة ذكية، قد تجد اهتماماً واسعاً في المجتمع الدولي، وتساهم في تحطيم الصور النمطية التي ترسم عنا، والتي سئمنا من سماعها.

وأخيراً، لماذا تقوم تلك الدول بجهود كبيرة لنقل ثقافتها للخارج؟ السؤال يعيدنا إلى القوة الناعمة التي يجيدون استخدامها، والتي أيضاً مازلنا نتساهل بمدى تأثيرها وقدرتها على كسر الحدود وتحسين سمعة بلدنا التي طالها - للأسف - الكثير من التحامل والتشويه.