فنّ الفشل: القواعد العشر

24-06-2018

الفنّ هو ذروة المهارة ولذلك نقرأ كلمة «فنّ» عادة متبوعة بكلمات مثل «الإدارة» «القيادة» «التصميم» «الاستماع» وكذلك فنّ «النجاح» وغيرها. ولكن هل هناك «فنّ» «الفشل؟ الجواب نعم فإنك إن تأملت سلوك وتصرفات بعض الناس من حولك فستستنتج أن هناك بين خلق الله من سخّر مواهبه لصناعة الفشل أو تبريره بمهارة وفنّ. والتاريخ العربي يحفظ لنا قصصاً وأشعاراً وأمثالاً كثيرة في فنون تبرير فشل القادة والأغنياء ويدرجها المصنفون في باب الفراسة وسرعة البديهة للأسف.

ولمن أراد إتقان مهارة وفنّ الفشل ليجعله منهجاً وسلوكاً هذه قواعد عشر قد تكون بداية الطريق لفنّ الفشل ولا بأس لمن أراد أن يطعّمها بموهبته وذكائه في فنون النجاح والفشل:

القاعدة الأولى:

لا تستمع لناصح أمين وامض بإقدام لتنفيذ ما عزمت عليه. وإن أردت التأكد من سداد عملك أسأل المستفيدين وأرباع الموهوبين وسيسعدونك بالجواب الذي «تشتهيه».

القاعدة الثانية

إذا فشلت في تصحيح آثار قرار لم ينضج وجرّ عليك نتائج عكسية فلا تبحث في الأسباب فقد تزعجك وربما يحجبها فريقك عنك لأنهم أساسها. عليك بدلاً من ذلك أن تبحث عن المواهب الفذّة التي تمتلك القدرة على تسخير إمكاناتها لتبرير الفشل وتفنيد حجج الساخطين.

القاعدة الثالثة

استعن بالخبراء الذين ثبت إخفاقهم فسيقدمون لك نموذج الفشل ناجحاً مجرباً. ولكن قبل ذلك عليك ألّا تستمع لمن يتحدّث عن كوارث فشلهم فهؤلاء حاقدون حاسدون لا يريدون لك الفشل.

القاعدة الرابعة

لا تقرأ مذكرات من سبقك في العمل والإدارة لأنه سيفسد «مزاجك» بتكرار قصص خيباته، وقد تتعبك معرفة قسوة مرارة الفشل الذي واجهه. هؤلاء الناس الملهمون هم من اخترعوا عبارة «التاريخ يعيد نفسه» فلا تصدقهم.

القاعدة الخامسة

أجمع حولك في أنسك وعملك كل من لا يرى عيوبك ولا يدلّك على طريق النجاح لأنه طريق مزدحم وقد يسبب لك الضيق ويدفعك إلى المنافسة طلباً للنجاح الذي لا تستهدفه.

القاعدة السادسة

فتّش في عيوب الناجحين وضعها قائمة أمامك فهذا دستور الفاشلين وخارطة طريقهم. وإذا رأيت ناجحاً مذكوراً فاحصر نقائصه وستعثر على ما يكفيك وضعها أمامك وكلّما اثنوا عليه حوّل بصرك إلى القائمة ولا تستمع لصوت بصيرتك.

القاعدة السابعة

احذر أن تقرّب حولك من تميز في مجاله أو كان ناجحاً في مضماره. هذا الصنف من الناس سيدفعك للنجاح السريع والفشل البطيء وحتى تتخلّص من هذه العناصر أطلق عليهم كتيبة الفاشلين وسيعثرون على ألف سبب لعزلهم ونبذهم بل وتسويد سجلاتهم.

القاعدة الثامنة

عاند وكابر حينما يواجهك الخصوم والمحبّون منكرين عليك تكرار الفشل. عليك أن تصعّر خدّك وتُعرض عنهم فهؤلاء يريدون الوقيعة بينك وبين الفشل حتى تتخذه عدواً.

القاعدة التاسعة

لا تخلو بنفسك متأملاً في حالك ومن حولك فهذه الخلوة ستستثمرها النفس اللوّامة وتدفعك إلى تغيير طريقك ومنهجك. احرص على أن تحيط نفسك بخريجي مدارس النفس الأمّارة ولا تلتفت لوخزات الضمير.

القاعدة العاشرة

لا تستمع لمن يقول لك إن صفحات التاريخ لا تقبل الفاشلين فما صفحات التاريخ إلّا من سير الفاشلين وروائع الناجحين.

قال ومضى:

من لا يسمع ضجيج الأسئلة...لا تسأله!