قلق «تكنولوجيا» الوظائف

25-06-2018
إيمان عبدالله آل علي

كثيراً ما نسمع أن التكنولوجيا ستهيمن على المؤسسات، وستشغل الآلات وظائف الإنسان، وأن هناك وظائف اختفت وباتت الأجهزة تحل محلها، وأخرى في طريقها للاندثار.
تُرى هل تلك المخاوف حقيقية أم مبالغ فيها؟ وهل تؤثر في الإقبال على الابتكار والتقدم؟ والأهم من ذلك، ما مدى استعدادنا لتلك الموجة؟ وما مصير الموظفين الذين يحالون إلى التقاعد؟ وما المهن التي يمكن أن تعتمد على الابتكارات التكنولوجية وتستغني عن الإنسان؟
بحسب إحصاءات أصدرتها هيئة تنظيم الاتصالات، ممثلة بمبادرة الحكومة الذكية، بلغ عدد الوظائف التي أحيلت إلى التقاعد، في الجهات الحكومية الاتحادية 5884 وظيفة، نتيجة تطبيق الخدمات الذكية والإلكترونية، ما وفر 1.3 مليار درهم، خلال السنوات الثلاث الماضية. وتلك الأرقام تثبت أن نتائج الاستثمار في التحول إلى الخدمات الإلكترونية والذكية الذي أحدثته في نوعية الخدمات عظيم، حققت الدولة على أثره مركزاً متقدماً في العالم، في الخدمات الذكية.
الكل يشهد، وعن تجربة، على أن تلك الخدمات الذكية أحدثت فارقاً كبيراً في وقت الانتظار، وبات المُراجع يحصل على الخدمة بكبسة زر، وقللت عدد المرات التي يزور فيها المتعامل المركز، وفعلياً انتهت بعض الوظائف وأحيلت إلى التقاعد، ومقابلها استُحدِثت وظائف أخرى تتناسب مع طبيعة الخدمات الذكية التي تُقَدَّم ونوعيتها.
والشاهد أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما أراد التحول من الخدمات الورقية إلى الإلكترونية، ومن ثم الذكية، كانت رؤيته مستقبلية، وأحدثت فارقاً في نوعية الخدمات الحكومية التي تضاهي خدمات 7 نجوم، وسهلت حياة الناس، وأوصلت الإمارات إلى مراكز متقدمة.
التغيير الناجم في حياتنا، بسبب التكنولوجيا، كبير، وهناك نماذج لا تعد ولا تحصى، والحقيقة أن تلك التغيرات هي للأفضل، وهناك مهن استُغني عنها سابقاً، ولم يغرق المجتمع في البطالة، بل استحدثت وظائف تتناسب مع تلك الطفرة التكنولوجية.
تمضي الإمارات باتجاه واضح ومهم في الابتكار، وفعّلت عجلة التقدم في قطاع التكنولوجيا، ولم تفوِّت قيمتها الإيجابية في حياتنا، وتغيرت طبيعة الخدمات الحكومية في الدولة، ومدة حصولنا على الخدمة. والتساؤل المهم، هل هناك برامج تعليمية تعزز تدريب الموظفين على الوظائف التي قد تُخلق في السنوات القادمة؟ وهل هناك برامج لتعزيز المهارات التي يحتاج إليها الموظفون للتعامل مع التكنولوجيا؟
التكنولوجيا لم تعطل عمل الإنسان منذ التاريخ، ولا يعني ذلك أنها لن تعطله في المستقبل، وهذا يجعلنا بحاجة إلى تبني السياسات الداعمة للتكنولوجيا.
على الجهات الاتحادية والمحلية، الاستعداد من الآن لاختفاء قطاعات وظيفية وخلق أخرى جديدة، وعلى الشباب التوجه إلى التخصصات الجديدة التي تخدم تلك الوظائف المستحدثة.

Eman.editor@hotmail.com