حرق النفط الليبي

25-06-2018
فتح العليم الفكي

يبدو أن العملية العسكرية الخاطفة التي نفذها الجيش الوطني الليبي يوم الخميس الماضي لاستعادة ميناء السدرة وميناء رأس لانوف النفطيين من الجماعات الإرهابية لن تكون الأخيرة، خاصة أن هذه الجماعات فقدت البوصلة ولن يهدأ لها بال إلا بوضع يدها على الثروة القومية للشعب الليبي.
لقد أظهر الهجوم الأخير على موانئ النفط عمالة وتبعية جماعات الإسلام السياسي ممثلة في «حزب العدالة والبناء» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين» حيث دعا رئيس الحزب محمد صوان ودون أن يطرف له جفن إلى إدخال قوة ثالثة إلى المنطقة للسيطرة عليها حتى وإن استدعى ذلك طلب التدخل الخارجي.
ويكشف تصريح زعيم «إخوان ليبيا» تصميم هذه الجماعات الإرهابية على انتزاع هذه الموانئ من قبضة الجيش الليبي ومواصلة هجماتها عليها حتى تحقق هدفها خاصة وأنها تجد من يشجعها ويدعمها بالمال والسلاح.
ولعل مبعث القلق ليس في تصميم هذه الجماعات الإرهابية على مواصلة مهاجمة موانئ النفط لأن الجيش الليبي ظل دائماً في حال استعداد لأي هجوم، ولكن مبعث القلق هو الاستراتيجية الجديدة التي بدأت هذه الجماعات اتباعها لإلحاق أكبر ضرر بهذه المنشآت، مثلما حدث في الهجوم الأخير حيث تم إضرام النيران في خزان النفط رقم واحد الذي انهار جراء هذا الحريق مكبداً الاقتصاد الليبي خسائر قدرت ب 80 مليون دولار، هذا بخلاف فقدان مئات الملايين من الدولارات جراء توقف تصدير حوالي 620 ألف برميل من النفط يومياً ،بالإضافة إلى الخسائر البشرية حيث فقد الجيش 16 جندياً إضافة إلى مئات الجرحى.
لقد أرادت قوات ما يسمى بحرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران، والموالية لتنظيم القاعدة التي سيطرت على الميناءين تحويل الصراع من صراع على السلطة والثروة إلى صراع قبلي حيث زعمت أن قبيلة المغاربة التي ينتمي لها الجضران هي من قادت الهجوم، على الرغم من أن دور هذه القبيلة كان حاسماً في عملية طرد الجضران في سبتمبر /أيلول 2016 من هذه الموانئ ودعوة شيوخها أبناء القبيلة كافة لعدم مقاتلة الجيش وأعلنوا تبرؤهم من كل من يقاتل في صفوف الجضران.
إن معركة الجيش الوطني الليبي مع الجماعات الإرهابية والتي شارفت على نهايتها حيث بات يسيطر على أكثر من 90% من الأراضي الليبية وحتى يكمل سيطرته على ما تبقى من مناطق ما تزال بيد هذه الجماعات الإرهابية، فإن ذلك يتطلب من الحادبين على مصلحة الشعب الليبي العمل على رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي اليوم قبل الغد، حتى يكمل ما بدأه من حرب ضد الإرهاب ومنظماته.

alzahraapress@yahoo.com