قيامة ملايينية في تركيا شفافيات

24-06-2018

د. حمود الحطاب

ستة وخمسون مليوناً وثلاثمئة واثنان وعشرون ألفا وستمئة واثنان وثلاثون ناخبا في مئة وثمانين ألفا وأربعة وستين صندوقا انتخابيا موزعة على جميع الولايات التركية، تقدموا للإدلاء بأصواتهم لانتخابات الرئاسة والبرلمان التركيين في قيامة بشرية سياسية ثقافية لا نظير لها بين كل أطياف الشعب التركي، مسلمهم ونصرانيهم وأرمينيهم وكرديهم، سنيهم وعلويهم، قوميهم وعلمانيهم وإسلاميهم، الرجال والنساء ابتداء من فئة الثامنة عشرة من العمر.
وقد وضعت صورة الرئيس الحالي السيد رجب طيب اردوغان بين صور المرشحين سواء بسواءٍ، ولم تميز لا بالمكان اوالحجم اوأي علامة مختلفة عن المرشيحين الآخرين. وضعت صورته بين صور المرشحين للرئاسة في مساواة في الإمكانات والفرص، وإعطاء كل ذي حق حقه.
الدوائر السياسية العالمية راقبت الانتخابات، عن قرب وعن بعد، ورصدت كل حركة في سير عملية الانتخاب، وتتابع عملية الفرز بمنتهى الدقة، وقد حاولت بعض الدول الكبرى التأثير على الناخبين الأتراك اعلاميا في كبريات صحفها “الديمقراطية” فدعتهم لتغيير ما اسمته “الرئيس التركي المتسلط” اردوغان…وليس من العدالة ولا الأمانة، ولا الحق، والقانون والأخلاق والذوق، التدخل بين الناخب وانتخابات بلده تحت كل الظروف.
هذه الدول فعلت ذلك مع تركيا، ولم تفعله مع غيرها، وهذا مجرد مثال ضربته ورجلك والعجل على عجل، والتحيزات بكلا الاتجاهين واضحة مستنفرة بأيدي بربرة فرت من قسورة، والقسورة الأسد، والأسد هنا هو السيد رجب طيب اردوغان، فهم يفرون منه فرارا لأنه ليس طوع ارادتهم كما هي حال غيره.
هذا تدخل حلالٌ بلال زَلال منّي في الانتخابات التركية، وتدخل مني أنا المسكين أنا،لا يغني من الحق شيئا. والحق أن خسارة تركيا وخسارة العالم لرجل طيب مثل ابن طيب اردوغان ليست بالأمر الطيب، لا في الزمان ولا المكان، فأردوغان اصلح في تركيا كل ما كان، وأحسن خلف نجم الدين اربكان، وداس على مبادئ اتاتوركان التي ضحكت على العميان، وكانت هدمت من تركيا الدين ركن الأركان، فانتزع اردوغان ثقافة اتاتوركان وربطها خلف عربة حصان لتذهب بها الى النسيان في مقبرة الحفيان، ومبارك مقدماً فوز اردوغان وحزبه “الطيبان الطاهران “وأمان ياتركيا أمان أمان.

كاتب كويتي