هذا بعض ما يفعله المنتصرون في كأس العالم

23-06-2018

حين شاهدت شفتي اللاعب المصري محمد صلاح تتحركان قبل تنفيذه ركلة الجزاء في المرمى الروسي تذكرت ما فعله حارس المرمى الألماني في تلك المباراة المصيرية المثيرة في دور الثمانية من كأس العالم لعام 2006 بين الأرجنتين وألمانيا.

كانت المبارة بخروج المغلوب وقد تعادل الفريقان في شوطي المباراة واستمر التعادل في الشوطين الإضافيين فبدأ اللاعبون يستعدون لتنفيذ ركلات الترجيح.

حينذاك لاحظ المتفرجون في المدرجات وعبر أجهزة التلفزيون أن حارس المرمى الألماني المتأهب لصد الركلات يخرج ورقة من شراب قدمه ويقرأ بعض ما فيها بعناية ثم يعيدها لشرابه وما أدهش الجمهور والمتابعين أن الحارس بعد هذا نجح في صد أغلب الركلات بعكس حارس الأرجنتين ففاز فريقه بالمباراة.

بعض المتفرجين آنذاك ظن أن الحارس كان يقرأ آيات من الإنجيل وبعضهم ظن أنه يستخدم التعاويذ والسحر أي الدنبوشي، وهناك من ظن غير ذلك، لكن الحقيقة كشفها مصور أخذ الورقة من الحارس بعد انتهاء المباراة ثم عرضها في مزاد خيري ولأهميتها بيعت بمليون يورو.

حقيقة ما حصل أن الورقة كانت تحتوي على أسماء لاعبي الأرجنتين المحتمل تنفيذهم للركلات وأمام كل واحد ما يحتمل أن يوجه الكرة له من زوايا المرمى تبعاً لنوع حركاته قبل التنفيذ والجهة والمسافة التي يبتعد بها عن الكرة وهذا من واقع ما يحصل في عشرات الركلات التي نفذها في السابق.

ولم يكن الحارس هو الذي أعد الورقة بل أعدها مساعد المدرب الذي راجع من واقع تسجيلات المباريات السابقة كافة الركلات التي نفذها اللاعبون ثم سجل الملخص.

وبالتأكيد فهذا مجرد نموذج خرج للعيان لتحضيرات كثيرة ومهمة تقوم بها بعض أو أغلب الأجهزة الفنية الجيدة الواعية وتعطيها لاعبي فرقها وفيها المعلومات كافة عن اللاعبين المنافسين فلا نجاح من دون جهد كبير يتناسب مع درجة أهمية المنافسة.

هذا ما يحصل في كأس العالم من الفرق التي تملك الوعي بأهمية التحضير الجيد والرغبة الأكيدة في الانتصار ولا شك أن إخوتي في هيئة الرياضة هم أحرصنا وأكثرنا رغبة في الانتصار ولديهم الوعي بأهمية التحضير وفقهم الله في تأهيل فريقنا ليقدم مستويات تليق بنا في المستقبل.