الحقيقة في مواجهة الأكاذيب

23-06-2018

رغم تغير أنماط الأسلحة والاستراتيجيات القتالية في الحروب على مدار التاريخ إلا أن مفاهيم الحرب الإعلامية ظلت ثابتة في معطياتها ومخرجاتها رغم التغيير الدائم والمتسارع في الوسائل الإعلامية.

وهنا يبرز دور المخطط والمدير للاستراتيجية الإعلامية المصاحبة لأي عمل عسكري حتى قبل أن يبدأ وبعد أن تضع الحرب أوزارها، وهناك أمثلة كثيرة على ما خسرته دول من حروب وقضايا نتيجة سقوط عنصر الإعلام وفشله في حشد الرأي العام المحلي أو إقناع الرأي العام الدولي بعدالة القضية أو مشروع سياسي أو إنساني.

مثل هذا الإخفاق أفقد العرب على مدى عقود الكثير من الأراضي ومعها رأي عام دولي مؤمن ومتعاطف مع قضاياهم حيث اكتفوا بالداخل وتركوا الخارج للعدو الذي كسب معركة الإعلام ونجح في تحويل المظلوم إلى ظالم وتصوير المُحتل إلى صاحب قضية بقاء.

الحالة الفريدة التي حقق العرب فيها نجاحاً هي ما نعيشه حالياً من نجاح في إدارة هذا الملف المهم هي ما تبذله المؤسسات الإعلامية السعودية من جهود ساهمت في تحقيق أهداف الدولة ونصرة قضايا العرب والمسلمين، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حيث حققت تميزاً في إدارة معركة الإعلام ضد قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وكذلك الملف الساخن في اليمن حيث ساهمت في إيضاح الحقائق والرد على تدليس المعتدي الحوثي ومَن يدعمه في إيران وعدد من الدول العربية -للأسف الشديد-.

وفي هذا الإطار تعمل المملكة بكل ما أوتيت من قوة وجهد لاستكمال مسيرة النجاح خاصة في هذا الوقت الذي يشهد تقدماً كبيراً للقوات الشرعية بقوات التحالف العربي لتخليص البلاد تماماً من المشروع الانقلابي الحوثي الإيراني، ومن ضمن الجهود السعودية في هذا الإطار جاءت استضافة المملكة لاجتماع وزراء إعلام الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية في اليمن لمواصلة العمل والتنسيق المستمر وتكثيف الجهود للتصدي للإعلام المعادي الذي يعمل على نشر الأكاذيب وبث الخزعبلات لكسب الوقت وتحويل مسار خسائره الميدانية إلى كسب إعلامي خاصة على الصعيد الدولي.

وزير الإعلام د. عواد العواد وفي كلمته الافتتاحية في الاجتماع أكد على أهمية نقل الحقيقة وجعلها خط الدفاع الأول ضد ما تمارسه وسائل الإعلام المعادية من حملات الكذب والتضليل، إضافة إلى ما تمارسه بعض المؤسسات الإعلامية الدولية والإقليمية من ممارسات غير مهنية عبر نقلها مواضيع مضللة على الصعيدين السياسي والإنساني في اليمن دون التثبت من مصادرها وعملها على تلفيق التهم ضد دول التحالف.

وأمام هذه المعطيات تبرز أهمية دعوة المملكة المستمرة لضرورة توحيد الخطاب الإعلامي والتركيز على فضح جرائم الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني بحق أبناء الشعب اليمني وممارساتها غير الإنسانية وسلوكياتها الإجرامية، وهي في مجملها رسائل صادقة لا تتطلب إلا جهوداً موحدة تخاطب العالم بلغته وبالأسلوب الذي يفهمه.