رواتبهن للخادمات

24-06-2018
جمال الدويري

العمالة المساعدة في المنازل، كانت وما زالت، الشغل الشاغل للأسر التي تضطر إليها في حياتها بشكل كبير، فالأم العاملة، لا بدّ لها من الاستعانة بخادمة تعاونها على أعمال المنزل، أو تبقى مع أطفالها، طوال الوقت الذي تقضيه في عملها.
خيار الاستعانة بخادمة، بديل مرّ، عن إرسال الأطفال إلى دور الحضانة؛ إذ لطالما كان خياراً سيئاً لدى الكثير من الأمهات، خاصة اللواتي ما زال أطفالهن صغاراً، فهن غير مضطرات إلى إيقاظ أبنائهن، منذ ساعات الفجر الأولى، لإرسالهم إلى حضانات، ويبقون حتى موعد عودة أمهاتهن من العمل، فكان خيار الخادمة الأولى لهؤلاء الأطفال، وفق رأي معظم النساء.
ولكن تبقى مشكلة الخدم، مؤرقة للأهالي على أكثر من صعيد، فالمحافظة على الخادمة من الهرب، هاجسهم المستمر، ثم تأتي قضية الإجازة الأسبوعية للخادمة، وأين ستقضيها؛ فضلاً عن الأمر الأكثر أهمية، وهو أمانتها وحرصها على أهل المنزل، وحاجياتهم وأسرارهم.
كل هذه أمور في غاية الأهمية بالنسبة للأسر التي تستعين بالخادمة في حياتها، ولكن هناك أمر أكثر إلحاحاً، يكمن في الكلفة المالية التي يتكبدها كل من لديه خادمة، من استقدام ورعاية ورواتب، وما يترتب على وجود شخص بالغ إضافي في المنزل.
القضية المالية لم تبق على حالها بالنسبة لهؤلاء الأسر، بل ما زاد الطين بلة، وسيزيد، قرب ارتفاع أجور الاستعانة بخادمة وكلفتها، فكل المؤشرات تؤكد أن من لديه خادمة سيدفع مبلغاً لا يستهان به، حتى يستطيع الاحتفاظ بها، بغض النظر عن حاجته لها، إن كانت رفاهية أم ضرورة.
إحالة ملف الخدم إلى وزارة الموارد البشرية والتوطين، ومنها إلى مراكز «تدبير»، حيث ستقدم للأسر وأصحاب العمل جميع الخدمات المرتبطة بالعمالة المساعدة، وفق مجموعة باقات متنوعة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن كلفة الاستعانة بخادمة سترتفع، وفق معطيات تميز الخدمة المرتقب.
الوزارة، بدورها، أكدت أن الباقات التي ستوفرها مكاتب «تدبير»، للاختيار، ستتيح المجال أمام المتعاملين، لاختيار الباقة التي تناسبهم، وتلبي احتياجاتهم ومتطلباتهم من العمالة المساعدة؛ إذ ستتوافق مع مراكز «تدبير» على تلك الباقات، تمهيداً للعمل بها، عبر هذه المراكز عند تشغيلها.
تكرار حديثنا في هذا الموضوع، سببه كثرة شكاوى مواطنات ومقيمات، وإن كانت مراكز «تدبير» ستنظم المسألة وتبدد حالة «صداع الخدم»، بيد أن ارتفاع أسعار الخدم، سيحيلهن إلى التقاعد مبكراً، فمن غير المعقول أن تعمل السيدة وتكدّ، منذ الصباح وحتى المساء، لتدفع راتبها في النهاية إلى الخادمة، فلو جلست هي مع أولادها ورعت شؤونهم وشؤون منزلها، لكان أفضل لها وأوفر لأسرتها.

jamal@daralkhaleej.ae