تحرير الحديدة

23-06-2018

مشعل أبا الودع

الحديدة مدينة تاريخية، تقع على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة تصل إلى نحو 226 كيلومترا، وهي مركز محافظة الحديدة .
والحديدة معقل الحوثيين، ومنها انطلقت شرارة الفساد إلى العاصمة للاستيلاء عليها، والعبث بأمنها، وتدميرها وإحراقها من قبل عصابات الحوثيين المدعومين من النظام الصفوي الإيراني.
لقد ارتكبت ميليشيات الحوثيين جرائم مفزعة منذ الاستيلاء على صنعاء عام 2014، وأعظمها إخراج الحكومة الشرعية برئاسة عبدربه منصور هادي، فقامت حامية التوحيد وناصرة المظلومين المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، باستقبال الحكومة الشرعية على أرض الحرمين لممارسة مهماتها وفاء بوعدها وعهدها نحو الجارة والتي تربطهما الدين والعرق، فما تركت المملكة جهودا الا وبذلتها، لإعادة الشرعية فقادت عاصفة الحزم، وإعادة الأمل كل ذلك تحت راية الكرامة والقضاء على المفسدين.
وتأتي هذه الأيام معركة تحرير الحديدة، بقيادة السعودية والإمارات، بالتحالف العسكري لتحقيق التوازن التام بين العمليات العسكرية الدائرة حاليا، لتحرير محافظة الحديدة من قبضة الإنقلابيين الحوثيين، وبين تأمين احتياجات اليمنيين المدنيين، والمحافظة على الأرواح والممتلكات الخاصة.
يعتبر هذا الامر نجاحا للعملية لتحرير الحديدة، وقد نجحت قوات التحالف في وضع خطط تعزز هذا التوازن بشكل كبي، عبر عدد من البرامج والآليات التي تؤمن الحياة الآمنة والمستقرة لنحو 400 ألف نسمة تعيش في المحافظة .
ولقد كانت العمليات العسكرية انطلقت في محافظة الحديدة، بطلب رسمي من القيادة الشرعية، وذلك بسبب استمرار الحوثيين في التمادي بالظلم والبغي في الحديدة، والتي تضم على أكبر ميناء في اليمن.
وتثبت الأخبار والصور الواردة من الحديدة خلو شوارعها من الحوثيين، الذين فروا من المدينة الستراتيجية، مع تقدم قوات المقاومة المشتركة، بإسناد من التحالف العربي، باتجاه مطار الحديدة ومينائها، فقوات التحالف تمتلك الثقة الكبيرة والإيمان العميق بتحقيق النصر الكبير على الحوثيين.
وماهي الا ايّام، باْذن الله تعالى، الا وسنسمع الأخبار السارة بتطهير الحديدة كليا من قذارة الحوثيين، وصولا إلى العاصمة صنعاء في معركة الحسم، وعودة الشرعية إليها.
كاتب سعودي