احذروا النصب والاحتيال…! مختصر مفيد

20-06-2018

أحمد الدواس

من صور النصب والاحتيال ماحدث في بلاد البلقـان في أكتوبرالعام 1983، وهي مأساة مواطن في الغربة، ومختصر المأساة ان ثلاثة شباب كويتيين دخلوا” مقهى العباسية” في بودابست، عاصمة هنغاريا، فاقترب منهم عربي واقنعهم بتأجير شقة بدلاً من الفندق، فاقتنعوا، وقبل السرقة أبلغهم بأنه مدعو الى حفل زواج ظهراً، وكان يراقب العمارة، فلما خرجوا دخل الشقة التي هي في الأصل مسكنه، وسرق جواز سفر كويتياً، ومئات الدولارات، فأصبح أحدهم مجرد من كل شيء، إلا ملابسه التي يرتديها، ولم تكن هناك سفارة كويتية في هنغاريا في ذلك الوقت.
سافر صديقاه للكويت وظل هو على هذه الحال نحو عشرة أيام في فندق بسيط يرجو من صاحب المكان أن يصبر عليه قليلاً، وكان يتصل هاتفيا بسفارتنا في يوغسلافيا فجئت إليه بالسيارة وقدمت له المساعدة، وترحيله الى الكويت.
في الكويت دخل مئات الكويتيين والمقيمين معرضاً عقارياً فوجدوا شركة عقارية تُبهر الناس بالديكور الفاخر وحسن الاستقبال مع موظفة حسنة المظهر، ووعدتهم بشراء بيـوت في أميركا وتأجيرها لهم مقابل عمولة، فدفع كل منهم 50 ألف دولار ، ثم تبين ان البيوت تالفة ُمحملة بالضرائب لا يمكن بيعها، أو السكن فيها، وتقع بمنطقة تكثر فيها الجريمة.
من صور النصب والاحتيال أيضاً الخدعة التي تعرضت لها سيدة كويتية من أشخاص في أوكرانيا أوهموها بتملك عقار، أو شقة، فكتبوا لها بالانترنت واستعملوا معسول الكلام، فصارت تدفع لهم أموالاً كثيرة كأقساط لثمن عقار، وعرف زوجها بالقصة فغضب عليها، وحدثت مشكلات كثيرة بينهما.
أما الصورة البارزة والتقليدية منذ سنوات فتتمثل برسائل النصب التي يرسلها افارقة، ومازالوا يمارسونها عبر الانترنت، إذ يزعم أحدهم ان لديه مشروعاً، وان فرص المشروع تدر أرباحاً مؤكدة، وسيدفع لك مبلغاً ضخماً كربح.
في أميركا لوحظ إن بعد الكوارث الطبيعية تظهر منظمات خيرية فجأة تطلب التبرعات النقدية، فبعد إعصار “كاترينا” سنة 2005 ظهر 4 آلاف موقع جديد على شبكة الانترنت، يحتال اصحابها على الناس لجمع التبرعات، اذ يرسلون رسائل الكترونية تطلب من الناس التبرع بالمال، ولما ضرب أميركا إعصار “هارفي” تعرض كثير من الأميركان للنصب، فأرسلوا نحو 300 ألف شكوى لمكتب التحقيقات الفيدرالي، أي للشرطة الاتحادية، حتى تحقق في شكواهم، وبعامة تعتبر الزلازل والفيضانات فرصة للمجرمين لنهب التبرعات.
دخلت في دائرة النصب امرأة عربية ذكرت هي جنسيتها فقالت لي برسالة إلكترونية” أنا ملك الشايب سيدة أعمال ، كنت مسيحية متزوجة من رجل أعمال ولكن توفى، اعتنقت الإسلام فواجهت العديد من المشكلات، رحلت لأميركا وطلبت اللجوء السياسي، مقيمة بمعسكر في ميامي، أتمنى ان يكون بيننا تعاون، أنا أبحث عن شريك لمساعدتي في مشروعات عقارية وفنادق في الشرق الأوسط برأس مال 11 مليون دولار، أرغب في التعرف عليك لأشرح لك الموضوع، وأنا بانتظار بياناتك الشخصية للتعارف وإرسلها على بريدي”، فألغيت رسالتها فوراً، لان هذا نصب واحتيال.
قبل أيام تعرض كويتيون لعملية نصب في لبنان بمنطقة بعلبك، اشتروا أراض لبناء فلل في مشروع أطلق عليه “تلة الكويتيين”، وكان مقاول المشروع مقيماً في الكويت فقبض منهم مبالغ طائلة، لكنه لم يلتزم بتنفيذ البيوت، ثم تبين أن مالكيّ شركة العقار قد أغلقا مكتبهما، وقطعا الاتصال بهما هاتفياً، فشكل الكويتيون المتضررون مجموعة على الـ”واتس اب” ، في مسعى لاتخاذ موقف قانوني موحد.
أخيراً، حذرت وزارة التجارة الكويتية من رسائل الجوائز الوهمية عبر الهواتف الذكية التي تطلب من العملاء معلومات عن أرقام حساباتهم البنكية للحصول على الجائزة المزعومة.
النصب والاحتيال سلوك نجده في جميع المجتمعات، حتى في الدول العربية والإسلامية، فنفوس بعض البشر جشعة، نقول هذا الكلام لأننا حاليا في فترة سفر إخواننا المواطنين والعرب في الصيف، حتى يحذروا من حالات النصب والاحتيال.