الكويت والزمن الجميل (3 من 3) قراءة بين السطور

20-06-2018

سعود السمكة

… حيث يغلب على المجلس التشريعي روح العبث والأهواء الانتخابية، وتصبح مصالح البلاد والواقع التشريعي عرضة لهذا العبث وتلك الأهواء، فلابد أن يكون للدولة من خلال جميع انشطتها موقف، والأولى من ينبغي أن يتخذ مثل هذا الموقف ويكون في المقدمة هو الحكومة باعتبارها تمثل سلطة الحكم، لكن حين يكون الموقف الحكومي متذبذبا وغير قادر على مواجهة ذلك العبث التشريعي الذي أصبح طاغيا في الأونة الأخيرة، وبالذات في هذا المجلس الذي بدأ يستهدف العمود الفقري للدولة وثروتها المستقبلية، وهو عنصر التعليم، فإن هذه المسؤولية تصبح مسؤولية المجتمع، من خلال ما يملكه من وسائل وأدوات ضغط لمواجهة هذا الانحراف النيابي، فالصحافة، وفي هذه المناسبة لابد من الاشادة بالموقف المسؤول لجريدة “الجريدة” على تسليطها الضوء على استهداف التعليم من قبل نواب، للاسف، فقدوا معنى مسؤولية الولاء للوطن أمام مصالحهم الانتخابية، وهم يسعون لتحقيق رغبة عناصر من الطلبة فشلت قدراتها واهتماماتها بمواجهة اختبار القدرات المتعلق بإجادة اللغة الإنكليزية، وبالتالي يطالبون بإلغاء هذا الاختبار الذي يؤهلهم للالتحاق بالجامعات الأجنبية ليصبحوا عالة على الدولة حين يذهبون للخارج، وهم لايجيدون أبجديات اللغة فيجترون فشلهم سنة وراء سنة، من دون أن يستطيعوا الحصول على قبول في الجامعة بسبب عجزهم عن إجادة اللغة.
نعم لا بد أن تتحرك ادوات الضغط في المجتمع بهذا الاتجاه، من إعلام وجمعيات نفع عام ونقابات عمالية، ومن كل جبهة أو مجموعة حريصة على مصلحة البلد، فهذا هو وقتها وليس فقط حين تريد زيادة رواتبها، أو تلك التي لزمت الصمت حين بدأ ذلك الحراك البائس التخريبي الذي قاده الإخوان المسلمون مع المخرب الكبير “امسح واربح”.
بالأمس خلصوا من تجنيس أربعة آلاف بالسنة ليغرقوا البلد بأعوانهم، ثم هاهم اليوم يتطلعون الى تخريب نظام التأمينات، ويعطلون القوة الانتاجية من خلال تخفيض سن التقاعد، وقبل هذا مارسوا أبشع الانحرافات بالأدوات الدستورية، بداية من تحريف القسم وفق نص المادة 91 من الدستور، ثم مصادرة جميع المواد المتعلقة بالحريات، وفرضوا على مؤسسات التعليم الجامعي نظام منع الاختلاط، واليوم يوجهون سهامهم السامة للتعليم، أي إلى قلب الدولة العصرية، وهذا ما حصدته الدولة من صحوتهم اللامباركة، فبعد أن شوهوا مناهج التعليم لتخدم مشروعهم كقوى تتاجر بالدين، وانحرفوا بالإدارة الوظيفية التي كانت من أفضل الإدارات في المنطقة، ولوثوا الأداء النيابي حتى ساده العبث، ورسخوا ممارسات الفساد التي أصبحت ظواهر، وأحيوا فيه النفس الطائفي والقبلي، ووصلوا بتدمير التعليم الى درجة أنهم زرعوا في عقول النشء ثقافة التمرد على النظام، والمطالبة بشرعنة الغش في الامتحانات، وحاليا يحاولون الضغط على الوزير النشط ،صاحب الضمير المسؤول الدكتور حامد العازمي، وزير التربية والتعليم العالي، لإلغاء شرط اختبار القدرات من حيث إجادة اللغة الانكليزية “الايلتس”.
إلا أن السؤال موجه لسمو رئيس مجلس الوزراء بعد كل هذا الدمار الذي اوصل البلد اليه تنظيم الإخوان المسلمين، وغيرهم من قوى ما تسمى “الصحوة”، وتحالفهم مع بعض العناصر القبلية والطائفية والطارئة على العمل السياسي والتشريعي، إلى أين ستمضي بنا أنت وحكومتك في مسايرة هذه القوى المتخلفة، وهي تطالب اليوم بضرب عملية التعليم من خلال شرعنة الغش وإلغاء امتحان القدرات؟
\ \ \
دبوس
النائب مبارك الحجرف يقول: الحكومة تسعى لتقليل نسبة الابتعاث، يقصد ابقاء اختبارات السنة التمهيدية “الاليتس” بسبب سيطرة أبناء القبائل على انتخابات الاتحادات الطلابية في الخارج!
هذا أنت يا مبارك ابن العائلة الكويتية العريقة التي حملت وتحملت شقاء وتعب وعرق بناء بيوت الطين في بداية تأسيس هذا الكيان، والتي تحملت مع جميع أهل الكويت شقاء العيش في كيان لا زرع فيه ولا ماء، حين كانوا يحفرون في الصخر ليخرجوا لقمة العيش، هل سمعت يا مبارك أحدا من شيبانكم، الذين أبلوا بلاء حسنا في رفع قواعد تأسيس هذا الوطن، يتحدث عن بدو وحضر أو قبائل وطوائف؟
انا على يقين ان أحدا منهم لم تأتِ على لسانه هذه العنصرية، فاتقِ الله في وطنك واهلك، أهل الكويت الذين جميعهم يرجعون الى أبعاد قبلية.