عندما يتظاهر بعض النواب بالجهل بقايا خيال

19-06-2018

يوسف عبدالكريم الزنكوي

يبدو أن أخبار الفساد الإداري ستطغى على أخبار الفساد المالي، إذ إنه وبعد أن تصدر بعض النواب أخبار وسائل التواصل الاجتماعي، وبالصور، عندما احتلوا قبل فترة مكتب وكيل وزارة الصحة، محاطين بمجموعة كبيرة من المواطنين من أجل الفوز بسياحة علاجية، فكانت القشة التي قصمت ظهر ميزانية وزارة الصحة قبل سنة تقريباً، وبعد أن تصدر نواب مظاهرة لإجبار وزير التربية على السماح بالغش في الامتحانات، يتصدر اليوم إثنان من النواب حملة إجبار وزير التربية على إلغاء امتحانات القبول لا دخل للوزير في فرضها على طلبتنا سوى الجامعات الأجنبية نفسها.
اختبارات القبول التي يتقدم لها الطلبة غير الناطقين باللغة الإنكليزية، والراغبين في الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية، أو بريطانيا أو كندا أو أستراليا أو نيوزيلاندا، هي من اشتراطات القبول في جامعات هذه الدول. ومن أهم اختبارات القبول (IELTS)، و(TOEFL)، و(TOEIC)، و(PTE)، إلى جانب اختبارات أخرى يتقدم لها كل الطلبة الراغبين في الالتحاق بالداراسات العليا، مثل اختبار (GRE)، و(GMAT)، وغيرها وذلك حسب التخصص. كما يجب التنبيه هنا أن اختبار الـ (IELTS) ليس مستحدثاً، بل هو معمول به منذ العام 1989، أي ما يقارب الثلاثين عاما، فما الذي طرأ على الساحة الكويتية لتثور ثائرة هذين النائبين؟
إن أي قارىء يطلع على تخصص النائبين الدكتور جمعان الحربش (دكتوراه في الفكر الإسلامي من كلية دار العلوم بالقاهرة) والدكتور عادل الدمخي (دكتوراه في الحديث النبوي)، وهما الوحيدان اللذان وقفا ضد فرض هذه الاختبارات على الطلبة، سيعرف أسباب عدم معرفتهما بأهمية اختبارات القبول في الجامعات الأجنبية. لأنهما لم يكونا أصلاً بحاجة إلى اجتياز أي من هذه الاختبارات للحصول على شهادتيهما العلميتين، لأنهما وببساطة درسا في جامعات عربية. ولهذا أعتقد أنهما لم يسمعا بأي من هذه الاختبارات العالمية. لكن، ألم يسمع النائبان بتدني مستوى تحصيل الطلبة الكويتيين في الجامعات الأميركية في السنوات الأخيرة على الأقل، كنتيجة حتمية لتراجع جودة النظام التعليمي في الكويت؟ ألم يقرأ تقريراً دولياً سنوياً يصنف الكويت في مرتبة متدنية جاءت في مصاف دول أفريقية فقيرة تعاني من المجاعات؟ ألا يعرفان أن أحد أهم أسباب هذا التدني في التعليم وفي الصحة وفي الخدمات في دولة غنية كالكويت ، سببه الأول والأخير هو الفساد، ولا شيء غير الفساد؟ ألا يعرفان أن الكويت تتراجع سنوياً في مؤشر مدركات الفساد، حتى حلت في مرتبة متدنية بين دول عربية كنا نبني لها المدارس لتعليم أبنائها؟
وإذا كان النائب د. عادل الدمخي يعمل في السابق محامياً في الإدارة القانونية ببلدية الكويت، معقولة “ما شعر” بحجم الفساد المستشري في جسد هذه الإدارة طوال سنوات عمله هناك، وهو فساد “ما تشيله البعارين”؟. وإذا كان النائب الدمخي يعرف هذه الحقيقة، فلماذا يساهم بترسيخ أسباب الفساد من خلال مطالبته بإلغاء الاختبارات التي تنقح الصالح من الطالح من الطلبة الكويتيين؟ أيها النواب، لقد انتخبناكم لكي تشرعوا القوانين للقضاء على الفساد، لا أن تشرعوا فساداً يقضي على ما تبقى من القوانين.
وآخر المحطات أن أحد الإخوة العرب بعث لأخيه رسالة بعد انتهاء الانتخابات قبل أيام قال فيها: “والخيل والبغال والحمير لتركبوها وتستخدمونها زينة، لا أن تنتخبوها”، فرد عليه أخاه برسالة أخرى قال فيها: “ويخلق الله ما لا تعلمون”.

\ \ \
شصاير فينا؟:
من رئيس القسم لى حَد الوزير
نادر اللي له نوايا صالحه
ناقة الديره اتركوها في الهجير
وعقْب حَلْب الديد… قالوا “مالحه”!
أصغر مْوظف… إلى أكبر مدير
منهو ما خلّاها “عِزْبه” لصالحه؟
“كالحه” هذي الليالي يا عشير
واقرا في القاموس معنى “الكالحه”!
في أوضح من الشاعر “وضاح”؟

اعلامي كويتي