“السوشيال ميديا” بين الوَهْم والواقع حوارات

19-06-2018

د. خالد عايد الجنفاوي

يؤدي الانغماس المُفرط في نشاطات “السوشيال ميدياً ” إلى فقدان مُدمن استعمالها وبخاصة “السناب شات ” الاتصال بالواقع، فعندما يبدأ يتعلق أحد من يصدقون بلا تفكير ما يختلقه ويصنعه أو يصطنعه وربما يفبركه بعض من يستغلون “السوشيال ميديا” بشكل يتناقض مع ما يمكن أن يحدث فعلاً في الواقع الحياتي اليومي، فسيؤدي ذلك إلى تشوش الافكار، وربما سيؤدي إلى تعرض من يسيء متابعة “السوشيال ميديا ” للاستغلال، فبالاضافة إلى عدم وجود حدود للفضاء الالكتروني، سيصعب أيضاً العثور على تطابق دقيق بين سيناريوهات حياتيه متخيلة وأساليب وسلوكيات فردية أو اجتماعية مزعومة وافتراضية يتم بثها في “السوشيال ميديا ” وبين ما يُمكن أن يتحقق على أرض الواقع، وشتان بين ما يَعِدُ به البعض من احتمالات فردية واجتماعية لا منطقية وما لا يجب تداوله في مجتمع توجد فيه قوانين تمنع الاستعمال المسيء لمواقع التواصل الاجتماعي، وبين ما ينغمسون في تخيله في عقولهم ويعلنونه لمتابعيهم في “السوشيال ميديا” وبين وقائع وحقائق حياتهم الخاصة التي يكشفونها للاخرين عبر الاثير الالكتروني الفوضوي. وبالطبع، ووفقاً لما يُدركه ويستوعبه العقلاء والحكماء والمستخدمون الجادون لتطبيقات “السوشيال ميديا” سيكشف فقدان الاتصال بالواقع إلى وجود اضطراب وتشوش فكري لدى من يعاني من هذه الحالة النفسية السلبية، وحيث تتصف شخصية مُدمن استعمال “السوشيال ميديا ” وبخاصة من يعتقد أنّ كل ما يقال ويحدث فيها سيحاكي الواقع الانساني الحقيقي، بالانفصال الحاد والمضطرب بين النواحي الذهنية والعاطفية في شخصيته المضطربة، فأحد نتائج الادمان المرضي في استعمال السوشيال ميدياً يتمثل في انفصامية الشخصية المُدمنة، وفي المقابل، يوجد الاستعمال البناء لمواقع التواصل الاجتماعي بعامة والذي يتمثل في عكس التجارب الانسانية الايجابية ومشاركة المتابعين بآخر ما تُخبر عنه الاكتشافات العلمية عن تطوير اساليب الحياة اليومية بشكل يهدف لتمكين الانسان العادي من عيش حياة إنسانية متكاملة ومُجزية تنفع الفرد والمجتمع، وفي عالم بدأت تطغى فيه وسائل التواصل الاجتماعي على الحياة الخاصة والعامة ويقل فيه التواصل الانساني-الانساني الفعلي، فليس من المُستغرب أحياناً أن يتحول الواقع الحياتي إلى واقع افتراضي مشوه.
كاتب كويتي