ذكرى البيعة الأولى لولي العهد

10-06-2018

في السادس والعشرين من شهر رمضان المبارك لعام 1438هـ، تم اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء، في مشهد للتاريخ سيبقى خالدا في ذاكرة كل سعودي، يؤكد شدة التلاحم بين أفراد الأسرة المالكة.

وتشهد سيرة الملك سلمان بن عبدالعزيز له بالحزم، وهو الماضي كحد السيف، العارف بالتاريخ، والمترع حبا لهذه البلاد الطاهرة، والمعتز بمنجز الوحدة العظيم للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه، وأكثر الناس حرصا على استمرار المملكة العربية السعودية على طريق الخير والنماء والاستقرار، ولا بد أنه قد رأى في الأمير محمد بن سلمان من الصفات والكفاءة ما يجعله واثقا مطمئنا من أنه يعهد بالقيادة إلى الجيل الجديد من الحكام، ليكمل المسيرة نحو السعودية الجديدة، المتوثبة إلى المستقبل بكل مكتسباتها، الراسخة في التاريخ بكل إرثها.

ومما لا شك فيه أن خوض مرحلة التحولات يحتاج إلى شخصية حازمة وقدوة ملهمة، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان هو الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب، أهدافه واضحة مثل فلق الصبح ويعرف كيف يحققها، والأهم من ذلك كيف يحفز الجميع للتقدم نحوها، يستثمر ويستغل موارده بذكاء، ويؤمن بالشباب لذلك مكنهم، ويثق في الرواد لذلك استشارهم، ويستوعب أن المرأة هي نصف المجتمع لذلك أعاد لها مكانتها الطبيعية، لدية الجرأة على سبر كل جديد يمكن أن يساهم في النهضة والتنمية، ولديه الحكمة التي ترشد قراراته، الأمير محمد بن سلمان بكل اختصار هو هدية الملك سلمان بن عبدالعزيز لهذه البلاد وشعبها.

ليس من السهل الحديث عن إنجازات ولي العهد، وهو بذلك يؤكد أن العمر لا يقاس بعدد السنين، إنما بعمق التجارب وتعدد الإنجارات، كيف لا وهو القائل «معا سنكمل بناء بلادنا لتكون كما نتمناها جميعا مزدهرة قوية تقوم على سواعد أبنائها وبناتها وتستفيد من مقدراتها»، وقد كان قولا تصادق عليه الأفعال، فها هي المشاريع النوعية تزهر في أنحاء هذه البلاد الطيبة، حاملة معها تباشير الخير والرفاه، وها هو مشروع نيوم مدينة الحلم السعودي حيث تمكين نخبة العقول وأمهر الكفاءات من تجسيد الأفكار الرائدة وتخطي المألوف في عالم حقيقي يصنعه الخيال. ومشروع البحر الأحمر الوجهة السياحية الفاخرة التي ستضع المملكة على خريطة السياحة العالمية. ومشروع القدية الذي يلبي احتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة. والشركة السعودية للصناعات العسكرية التي تم تأسيسها لتكون الكيان الوطني الذي يعنى بتطوير ودعم الصناعات العسكرية ‏في ‏المملكة العربية السعودية وتعزيز اكتفائها الذاتي، وصولا إلى تحويل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم، مع استثمار جزء كبير داخل المملكة في المشاريع النوعية والشركات التي ستقود قاطرة الاقتصاد الوطني.

ونفتخر في شركة تطوير للمباني بأن نكون واحدة من الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، والمساهمة في النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، مستشعرين دورنا في أن نكون بيت الخبرة الوطني في مجال إدارة المشاريع على وجه الخصوص، وإدارة المرافق، وكذلك إدارة وتشغيل الأصول، ولنخدم شريحة واسعة ممتدة من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، ولنساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي رسم ملامحها، ويقود سفينتها الأمير محمد بن سلمان بكل حماسة واقتدار، ونعاهده بأن نكون على قدر التحدي وعلى مستوى الطموح.