الإعلام.. مرآة للحقيقة

26-05-2018
شيماء المرزوقي

مع التطور الذي نشهده ونعيشه يومياً في مختلف مفاصل الحياة، تصبح كافة المهام والأعمال مرهوناً نجاحها وتميزها بالدرجة التي تحققها في مجالات تطور تقنيات عملها.
ولا يمكن أن ينجح أي مجال من المجالات الخدمية وهو متخلف أو متعثر عن ركب تطور وسائل الاتصالات الحديثة، ووفق هذه الآلية يتضح أن شبكة الإنترنت، ورغم عمرها القصير، بدأت فعلاً في أخذ زمام المبادرة في قيادة البشرية نحو مصاف غير معهودة من قبل.
وبالتالي، فإننا نشهد دخول مصطلحات جديدة ووسائل غير مسبوقة، ومع مثل هذه القفزات حدث تطور مع الأسف عكسي، وهو في مجال انتهاز هذه الثورة التقنية وتطويرها فقط، لتحقق الفوضى ونشر الدمار.
ولعل من أوضح الصور في هذا السياق، التعامل غير السليم والسيئ جداً مع التطبيقات الحديثة، ومع وسائل الإعلام الحديثة، ومن صوره مواقع التواصل الاجتماعي على مختلف درجاتها وتوجهاتها، حيث نشهد ونلاحظ تجديفاً كبيراً عن الحقائق وهروباً واضحاً من سياج القانون، وباتت مرتعاً ومكاناً لنشر الأكاذيب والشائعات وقلب الحقائق وتزييفها؛ للتأثير على الناس.
وفي هذا تهديد واضح للسلم الاجتماعي ولأمن الأوطان، هذا فضلاً عن الأذى النفسي على الأفراد ممن يتعرضون للتنمّر الإلكتروني، ويتلقون شتماً وسباً تحت بند حرية الرأي.
والموضوع يتأزم يوماً وراء آخر، ويتضح أن هناك أهمية كبيرة لتضافر الجهود للتصدي لمثل هذه الأصوات والأقلام المأجورة، وهذه النقطة تحديداً، أولاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، ما تستحقه من العناية والاهتمام، فعند استقبال سموه لفيفاً من القيادات الإعلامية الإماراتية، ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في الدولة، «دعا الإعلاميين إلى مواصلة دورهم في كشف الأجندات الخاصة، التي تسعى إلى قلب الحقائق وتضليل الناس، ليكون الإعلام دائماً حائط صدٍّ يصون المكتسبات، ويحمي المجتمع مما قد يستهدفه من نيات سيئة، لا تهدف إلا إلى إثنائه عن عزيمة البناء والتطوير».
وفي هذه المناسبة، قال سموه أيضاً: «الإعلام اليوم لا يملك إلا أن يكون مرآة للحقيقة. والمتلقّي أصبح قادراً أكثر من أي وقت مضى، على الفرز والتمييز بين مصدر يصدقه القول وآخر يُضلله.. ونحن لا نخشى على مجتمعنا وشبابنا الأكاذيب؛ لأنهم تربوا على الأخلاق التي تركها فينا زايد.. فهي الحصن الذي يصونهم ويحفظ عليهم وطنهم، ويعزز يوماً بعد يوم دعائم عزته وأسباب رفعته».
هذا دور الإعلام والأقلام الصحفية، وهو دور حيوي وهام، وستبقى دوماً الرسالة الإعلامية سامية.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com