المواطن أولوية حكومية

26-05-2018
ابن الديرة

منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وحكوماتها المتعاقبة تضع المواطن على رأس اهتماماتها، وله كل الأولوية في خطط واستراتيجيات البناء والتنمية، لإيمان القيادة الحكيمة للبلاد بأن الإنسان هو صانع التقدم والحضارة، ولا يمكن تحقيق أي إنجاز تنموي يستحق الإشادة به، قبل تأهيل المواطن ليكون قادراً على أن يكون الرقم الصعب في مجمل عمليات البناء والتحديث، والانطلاق إلى عالم القرن العشرين ومن بعده الحادي والعشرين بثبات وثقة، ونجاح يبهر كل من يشاهده.
في المرحلة الأولى لقيام الدولة، التأسيسية، ثم المرحلة التمكينية، وكل المراحل اللاحقة مستقبلاً، كان المواطن وسيبقى محور اهتمام كل الخطط والاستراتيجيات والاستثمار المجدي، وحسناً فعلت القيادة الرشيدة لأنها خطت الخطوات الأولى للانطلاقة الظافرة بترتيب فائق الذكاء وبعيد النظر للأولويات، وتحديد الأكثر أهمية لينال النصيب الأكبر من حشد الإمكانيات وتوظيفها.
هذا التوجه الحكومي الحكيم، الذي يتمناه كثير من شعوب العالم التي تتوق للعيش بحرية واستقرار ورخاء وسلام اجتماعي، يجب أن يجد صداه الإيجابي لدى كل فئات المجتمع ومؤسساته الثقافية والرياضية والفنية والخدماتية والإنتاجية، لأن الناتج أولاً وأخيراً يحقق المصلحة الوطنية التي يسعى إليها الجميع برغبة صادقة، حباً وتقديساً لهذا الكيان الذي يضم الجميع.
مؤسسات المجتمع يجب أن ترتقي لطموحات وأهداف واستراتيجيات الدولة، فتكون عوناً لها، شريكاً كامل المسؤولية، وليس عليها عوائق ومحبطات ومعوقات ومدمرات لكل ما هو بهي وجميل.
الدولة تستثمر في الإنسان ونجحت في الارتقاء به 180 درجة، وباتت مستويات تفكيره وثقافته ناضجة وغير محدودة، وعلى كل الأطراف المجتمعية الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها، وتستوعب عظمة المهام المطلوبة منها .
الشباب يجب أن يرتقي بسلوكه، باهتماماته، بطريقة تفكيره واتخاذه قراراته، يتحلى بالأخلاق الحميدة قبل أن ينهل من بحور العلوم، يثقف نفسه ويقرأ في كل المجالات، ولا يشتكي أبداً من الوقت طال أم قصر لأنه مطالب بأن يحكمه بدل أن يكون عبداً له.
المدارس والجامعات وبينهما المراكز والمعاهد عليها أن تنهض بمهماتها كاملة في تربية اليافعين والصغار والشباب وتعليمهم، بالتعاون الوثيق مع أسرهم، وتأهيلهم جيداً ليخوضوا معارك البناء في الحاضر والمستقبل بكفاءات عالية تتناسب وحجم ما يجنون من ثمار وخير يعم عليهم جميعاً وعلى بلدهم.
القطاع الخاص الشريك الاستراتيجي الأصيل للحكومة، يداً بيد يجب أن يكون وطنياً بجدارة ويساهم استثمارياً في كل مجالات البناء، فكل الإنجازات الحكومية يأخذ منها نصيب الأسد، وبالتالي عليه أن يعيد استثمار ما يملكه ليحقق المصلحة العامة للجميع.

ebnaldeera@gmail.com