نفاق التواصل الاجتماعي

23-05-2018
ميشيل كاستيلو *

لبيت قبل عدة أسابيع دعوة من إحدى صديقاتي في مطعم بمنطقة ويليامزبيرج ببروكلين، وهو نوع من المطاعم التي لا أحبذ أبداً تناول طعامي فيها بسبب أن معظم ما تقدمه من مأكولات تتضمن لحوماً غير طازجة، علاوة على أن مأكولاتها عموماً ليست من النوع الذي أحبذ تناوله، وكما أفعل دائما، فكرت في توثيق تجربتي في المطعم على حسابي بموقع التواصل الاجتماعي أنستجرام، فكيف لا أنشر تجربتي لكي يستفيد منها أصدقائي في معرفة ما يحبونه من طعام وإذا ما كان موجودا في المطعم من عدمه؟ ولكنني في النهاية وضعت هاتفي بعيدا، ليس بسبب أنني كنت مستمتعة بصحبة أصدقائي في المطعم، ولم يكن ذلك بسبب أنني أرغب في الانقطاع فترة من الزمن عن التكنولوجيا.
لقد قررت عدم نشر التجربة على موقع التواصل الاجتماعي بسبب أن صديقة أخرى دعتني للخروج، ولكنني اعتذرت لها بحجة أنني لست في مزاج جيد للخروج، فإذا ما رأت المنشور على حسابي، فإنها كانت لتفتعل مشكلة كبيرة اعتبر نفسي في غنى عنها بسبب العمل والروتين اليومي الضاغط بين العمل والمنزل والالتزامات الأخرى. لقد قمت بذلك ليس خوفاً أو توجساً من المشكلة في حد ذاتها، بل لأنني فضلت القيام بذلك لأنني لا أفضل الخروج مع أشخاص معينين للعديد من الأسباب. من المفترض أن تقوم تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل سناب شات وانستجرام وغيرهما بتوفير منصة للتواصل بين الناس، أو كما يقول دائما مارك زوكربيرج إن الهدف من وسائل التواصل الاجتماعي «جعل العالم أكثر تواصلا»، ولكنها في المقابل وبدلا عن نشر تفاصيل حياتنا اليومية، فإنها تقوم بالكشف عن أكاذيبنا بطريقة مهذبة، لكنها في النهاية كذبة لا أجد لها أي مبرر أخلاقي.
وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي أيضاً إلى خلق نوع من الحسد بين الناس، وهو الأمر الذي أعرف تماماً مآلاته على الأصدقاء والمجتمعات الصغيرة، ولكنني لا أنكر أبداً فوائدها العظيمة، بيد أنني أصبحت أرى أنها سبب مباشر في نشوء الكثير من المشاكل في علاقاتنا مع الناس. دائما ما أكون حذرة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، لكنني على الجانب الآخر أشعر ببعض التقييد حينما أفكر في أن أحد الأصدقاء يمكن أن يكتشف كذبتي الراقية من خلال حساباتي على انستجرام أو غيرها من المنصات، ما جعلني أفكر في كثير من الأحيان لأن أتخلى تماًما عنها، في محاولة للتخلص من القيود التي تفرضها.

* «سي ان بي سي»