رمضان الأمس

23-05-2018
عبد الرحمن نقي البستكي

يمثل شهر رمضان بالإمارات شهر إحسان وتواصل وتعاضد أكبر عن بقية أشهر السنة، وقيمه توصي على التواصل والرحمة والتكافل، وتعود بي الذاكرة لمطلع السبعينات حيث انتشرت بداية المفاطر الجماعية للجيران والمارة وتطورت بقيام المؤسسات الخيرية اليوم وتوسعتها إلى مفاطر خيرية، وتحيا المجالس الرمضانية بعد صلاة التراويح، وتنطلق زيارات الأقارب والأصدقاء.
توجت القيادة الرشيدة الشهر كما هي في بقية أيام العام باستقبالات أصحاب السمو الحكام وأولياء العهود للمهنئين يواكبها إطلاق عدد من المساجين وسد ديونهم، وقد اعتاد الكثيرون إخراج زكاتهم في هذا الشهر، فيما تنتشر ظاهرة إيمانية جميلة في تنافس الجميع في ختم القرآن وسط تخفيف الحكومة ساعات العمل تشجيعاً للصائمين.
وتعد ظاهرة قيام الليل في العشر الأواخر والاعتكاف من السنن الجميلة وما يشهده حرم مسجد الشيخ زايد في أبوظبي من إقبال كبير تتويجاً لختام الصوم خير مثال، ناهيك عمّن يتجه للعمرة.
ويمثل الاستعداد لعيد الفطر مع نهاية الشهر واجباً، فيما تعتبر وجبة العيش والمالح المفضلة، وكانت منافسات كرة القدم الرمضانية للشباب في الأندية والفرجان والتي تطورت إلى تنظيم مؤسسي لها، وتعد بطولة زايد بنادي ضباط القوات المسلحة من أكبرها وأشهرها وتنوعها وشموليتها، كما وتزدهر بالشهر الأكلات الخاصة كالثريد والهريس والفرني ومشروب الفيمتو، فيما اختفت ظواهر قضت تقنيات العصر عليها مثل المسحراتي الذي كان يمر على المنازل ليوقظ الناس والألعاب النارية للصبية.
ويمثل تجمع نسوة الفريج كل يوم في بيت واحدة لدق الحب بالأسبوع الأخير من شهر شعبان عادة إماراتية تراثية اندثرت بفضل نعمة الرخاء والثراء والتقدم.
ومن عادات أمهات الأمس تبخير مياه الشرب للبيت وللمساجد باللبان العربي لإدخال طعم خاص لماء الشهر وروحانيته.
تلك بعض من ذكريات الماضي الجميل لرمضان الأمس.