رواية «في فمي لؤلؤة» لميسون القاسمي (2)

23-05-2018
بقلم: عبدالغفار حسين

من جميل ما حوته رواية «في فمي لؤلؤة»، بالإضافة إلى السرد الممتع في لغة سلسة المبنى والمعنى، أقوال عن اللؤلؤ، قديماً وحديثاً، أوردتها الشيخة ميسون القاسمي مما دل على رقي الذوق والتتبع الواسع والقراءة العميقة..
- نزعت كليوبترا قرطها وسحقت اللؤلؤة الكبيرة التي تزينه، أفرغت المسحوق في قدح النبيذ، ثم شربته أمام أنطونيو.. فيما بعد، قُدّم قرطها الثاني الذي تم إنقاذه قرباناً لتمثال فينوس، في الامبراطورية ا لرومانية، حيث يعد اللؤلؤ من أقدس الأحجار.
- «فإن تطلب اللؤلؤ عليك بالغوص في عمق البحر فما على الشاطئ غير الزبد».

(جلال الدين الرومي)

- سُرقت لؤلؤة الأمير الوصي من فرنسا، ولم يعلم عنها أحد، لم يكن حظها مثل تلك التي وضعها المهراجا الهندي كعين لتمثال أفعى. لكن ضياعها أشعل أفكاراً عدة حولها من قبيل ما فعلته كليوباترا بلؤلؤة قرطها حين سحقتها، وما فعله الأمير الذي أسقط قرطه ذا اللؤلؤ الفاخر في حفرة تحت قدميه، حين أحس الغدر حوله في ساحة القتال. لكن لؤلؤة الأمير الوصي ذات حظ مختلف. فكلما ظهرت لؤلؤة في الأفق مسروقة في مكان ما، يعاد تدوير الحدث حولها مرة تلو أخرى..
- يعد اللؤلؤ في الهند أحد سبعة أحجار مقدسة، تستخدم في المعابد البوذية، وتوزع في أنحاء مبنى الكهنة.. وكان ملك مالابار يتقلد مسبحة اللؤلؤ التي تحتوي على مئة وأربع حبات لؤلؤ كبيرة وياقوت. وعليه أن يصلي مردداً: «باكوتا، باكوتا، باكوتا» مئة وأربع مرات في اليوم، من أجل رعيته، وهي من عادات وتقاليد ومسؤوليات الملوك من قبله، ويلتزم بها من يأتي بعده ممن سيرث الملك والمسبحة..
وكان يملك ما لا يعد ولا يحصى من اللآلئ التي تملأ خزائنه وتزين ثيابه، وتغطي جسده من الرأس حتى القدمين..

(ماركو بولو)

- من رأى أنه ينثر اللآلئ من فمه، والناس يأخذونها فإنه قاض يعظ الناس، والناس ينتفعون به.

(تفسير الأحلام لابن سيرين)

- أصِيحُ بالخليج: «يا خليج... يا واهبَ اللؤلؤ، والمحار، والردى»!
فيرجع الصدى كأنه النشيج:
«يا خليج يا واهب المحارِ والردى»
وينثر الخليج من هِبَاتِهِ الكِثَار،
على الرمال، رغوة الأُجَاج، والمحار وما تبقى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُّجة الخليج والقرار..

(بدر شاكر السياب)

وللحديث صلة يوم غد إن شاء الله

agh@Corys.ae