غادروا منطقة الراحة

25-04-2018

كفاح عثمان حبيب

النظرة الأولى لهذا العنوان تحمل في طياتها استفهامات كثيرة واستنكارا، قد يليه عقد حاجبين لقارئه، اي منطق هذا الذي يدعونا إلى مغادرة الراحة، واي انسان سوي ذلك الذي لا يحب أن يعيش هذه الحالة الجميلة؟
استفسارات منطقية جدا لمن لم يعرف ماهي منطقة الراحة التي يدور حديثي حولها؟
انا هنا أتحدث عن تلك الحالة التي يكتفي أصحابها بالجلوس في المكان نفسه يركنون إلى السكون، ويماطلون ويتذمرون، والغريب انهم ايضا ينتقدون نقائضهم المنجزين، في هذه الحياة ويصل بهم الامر إلى القاء اللوم على الاخرين لتبرير الجمود الذي يعيشونه لانهم يخافون فكرة التغيير.
لا يعلمون ان مغادرة هذه المنطقة والسير بخطوات ثابتة للأمام سيفتح لهم آفاقا جديدة، وسيجعل لحياتهم الطابع الذي يتمنونه، فالخروج من منطقة الراحة يعني خروجهم من ذلك التكيف الذهني الذي لطالما كان يمنحهم شعورا غير واقعي بالأمان، وكان يحد من قدرتهم على التقدم والابداع، وتلك حالة سلوكية تجعل الشخص يعيش في اطار روتيني محدد يجعله لا يستخدم أمكانياته الفعلية ومهاراته التي لم يمنح نفسه الفرصة ليدركها بسبب عدم بذله اي مجهود لاكتشافها، وجعلها حقائق تلامس واقعه، فالراحة الحقيقية تلك التي تتوج كل مجهود بذل لتحقيق هدف يجعل صاحبه يعيش نشوة الانجاز، فلا سعادة ولا وجود حقيقي للأنسان من دون مغادرة منطقة الراحة.

كاتبة كويتية